صحيفة بريطانية تقول إن معاقبة بن سلمان تردع طغاة آخرين عن التفكير في الإفلات من العقاب
صوت عدن / خاص :
نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين البريطانية اليوم تقريراً لبورزو دراغي عن التقرير الأمريكي حول مقتل جمال خاشقجي الذي قد يزعزع نشره الحسابات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
وتقول سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية من أجل العرب لدراغي "هناك مجموعة كبيرة جدا في واشنطن لا تريد فقط معاقبة محمد بن سلمان لأنهم يعتقدون أنه يمثل خطرا، ولكن أيضا لردع الطغاة الآخرين عن التفكير في إمكانية الإفلات من العقاب".
وتضيف "هناك أيضا مجموعة من الأشخاص الذين يرغبون في إعادة تقييم العلاقة الأمريكية مع السعودية. ثم هناك آخرون مرتبطون بأعمال تجارية كالمعتاد ويعتقدون أنه قد يكون من غير الواقعي معاقبة محمد بن سلمان".
ويقول الخبراء إن "إصدار التقرير يشير إلى حدوث تغيير. بينما كان الرئيس السابق دونالد ترامب يثني على النظام السعودي كما لو كان أقرب الحلفاء وحتى سلفه باراك أوباما قد انغمس في علاقات مع المملكة من خلال دعم هجومها الكارثي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، لكن إدارة بايدن قد تنذر بتخفيض عميق للأهمية السعودية".
ويقول الكاتب إن التقرير يمهد الآن الطريق لفرض عقوبات على بن سلمان، وربما تجميد أصوله في الخارج.
ويضيف "موقف الولايات المتحدة معقد بسبب تأثير إسرائيل والإمارات العربية المتحدة اللتين تعتبران الرياض حليفا رئيسيا ضد إيران وصناعة الأسلحة، التي تبيع أسلحة بالمليارات إلى المملكة الغنية بالنفط".
ويشير إلى أن هناك ديناميكية مماثلة تعمل في بريطانيا، ناقلا عن أمريت سينغ من مبادرة المجتمع المفتوح والعدالة قولها إن "وزير الخارجية البريطاني دومينيك يخرج علينا ليصرح بأن حقوق الإنسان هي محور سياسة المملكة المتحدة، وفي غضون ذلك نجد أن لندن استأنفت مبيعات الأسلحة للسعودية وصدرت لها ما قيمته 1.4 مليار دولار من الأسلحة".
وتواصل أمريت تأكيدها أن حكومة المملكة المتحدة تتصرف بشكل مزدوج فهناك "هذا الالتزام الخطابي بمحاسبة أي انتهاكات لحقوق الإنسان. لكن من ناحية أخرى ، هناك مبيعات الأسلحة هذه".
ويوضح الكاتب أن "احتمال حدوث تحول جذري في علاقة الولايات المتحدة بالسعودية يكمن في التحولات الجيوسياسية. فقد أشارت إدارة بايدن بقوة إلى أنها تهدف إلى إعطاء الأولوية لاستعادة العلاقات القوية مع الحلفاء الأوروبيين القدامى التي توترت خلال سنوات ترامب، بالإضافة إلى التحول نحو آسيا في محاولة لمواجهة الصين وتعزيز شراكاتها مع دول المحيط الهادئ".
ومن خلال تحميل مقتل خاشقجي بصراحة للأمير محمد بن سلمان، يضيف التقرير أيضا ضغوطا على السعودية أثناء انتقالها من حكم الملك سلمان إلى نجله، وهي الخطوة التي عارضتها الفصائل الأخرى في النظام الملكي السعودي والتي تقلق بن سلمان، وفق التقرير.