وفاة المناضل والباحث السياسي أنيس النقاش
صوت عدن | دمشق - وكالات:
توفي صباح اليوم الإثنين المناضل اللبناني العربي أنيس النقاش، بعد إصابته بفيروس كورونا. وكان النقاش دخل العناية المشددة في أحد مستشفيات دمشق قبل أيام.
ونعت حركة فتح النقاش، وسيُنقل جثمانه غداً من دمشق ويوارى في ثرى مدينة بيروت.
النقاش باحث سياسي متخصص بالشؤون الإقليمية، ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية.
◾ الدور النضالي:
ولد النقاش في بيروت عام 1951، وتعلم في مدرسة المقاصد الإسلامية في بيروت، شارك منذ صغره في حركات إحتجاجية ونضالية تقدمية، وفي المقاومة العربية لتحرير فلسطين.
وكان يواكب الاحتجاجات الطلابية نهاراً، والجهوزية العسكرية ليلاً، رغم قلَّة السلاح.
التحق بصفوف حركة فتح عام 1968 وتسلم فيها عدة مناصب انضم إلى العمل الطلابي والعمل التنظيمي اللبناني. تولى بعض المسؤوليات الأمنية في الأرض المحتلة ولبنان وأوروبا.
أضرب عن الطعام احتجاجاً على تخاذل الدولة اللبنانية والعرب، عندما دمَّرت قوة كوماندوس إسرائيلية الأسطول اللبناني في مطار بيروت عام 1969، وانتهى به الأمر في المستشفى. في العام نفسه، بدأ نشاطه العسكري، بعد انتفاضة المخيمات بسبب قيام الشعبة الثانية بملاحقة الفدائيين.
خلال حرب 1973 انتظم في المجموعات الأولى التي أطلقت الصواريخ على المستوطنات.
شارك النقاش في الكثير من العمليات الفدائية وروى قصصها، وأبرزها عمليّة فيينا، مع مجموعة وديع حداد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي هدفت "لتأديب بعض الأنظمة على دعمها القوى اليمينية في لبنان، والحصول على دعم للثورة"، عبر طلب فدية قيمتها عشرة ملايين دولار.
عارض التورط في الحرب الأهلية التي أصيب في يوم انطلاقتها 13 أبريل 1975. كتب إلى القيادة محذراً من كوارث الانخراط في هذه الحرب.
◾ تأسيس بوادر المقاومة اللبنانية:
عند الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978، انتقل إلى الجنوب مشاركاً في التصدي للعدوان.
قرر ترك "فتح" وتأسيس فصيل لبناني، ولكن الفتحاويين ظلوا يعتبرونه واحداً منهم رغم انفصاله عن الحركة. وقام بتأسيس سريّتين لبنانيتين في كفرشوبا وبنت جبيل، أصبح أفرادهما جزءاً من قيادة المقاومة لاحقاً، مثل عماد مغنية.
كان له دور هام في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية وقيادة الثورة الإيرانية، ونسج علاقات واسعة مع كوادر الثورة الإيرانيّة، تدريباً وتعاوناً أمنياً وعسكرياً، ووجد ضالّته فيها.
دفاعاً عن الثورة، لم يتردد في الذهاب إلى باريس عام 1980، لاغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار، فيما نجا الأخير بأعجوبة.
حُكم بالمؤبد لكنه سُجن لمدة 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال بختيار في باريس، وهو آخر رئيس وزراء في عهد شاه إيران محمد رضا پهلوي، وأفرج عن النقاش عام 1990.
كان السجن مسرحاً لنضال من نوع آخر. إذ نفّذ ثلاثة إضرابات عن الطعام، دام آخرها 130 يوماً، احتجاجاً على عدم شموله بقرار عفو عام، رافضاً إفراجاً لا يشمل رفاقه. أفرج عنه في 27 يوليو 1990، بقرار عفو وقّعه فرانسوا ميتران.
◾ مؤلفات النقاش:
للنقاش عدة مؤلفات، منها: «أسرار خلف الأستار»، «الكونفيدرالية المشرقية».