صوت عدن / وكالات: 

اعتبر تقرير لـ"مركز أتلانتيك كاونسل للأبحاث" اليوم أن أمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "فرصة تاريخية" لتحقيق السلام في  اليمن، بعد سنوات من الحرب والكوارث الإنسانية الفظيعة في ذلك البلد.

ويرى التقرير أن إدارة بايدن بحاجة إلى حل وسط بين الموقف الأميركي السابق بإعادة تشكيل العراق بعد التدخل فيه عام 2003، وما تلاه من سياسة إهمال تجاه اليمن.

ومعروف أن بايدن كان جزءا من إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، التي أعطت الضوء الأخضر، بحسب التقرير،لالتدخل السعودي في اليمن عام 2015، لكن الرجل منذ توليه مهامه أبدى بوضوح عزمه اتخاذ توجه مغاير، إذ أعلن وقف الدعم للتحالف بقيادة السعودية، كما عين مبعوثا خاصا لليمن لتنسيق جهود السلام، وإنهاء أسوأ كارثة إنسانية في العالم حلت بهذا البلد.

وفي دليل آخر على عزم بايدن تحقيق الاستقرار في اليمن، عكسه لقرار الإدارة السابقة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، الأمر الذي قوبل بترحيب خارجي واسع.

ورغم جهود بايدن، أقر التقرير بصعوبة المهمة ذات الأبعاد الثلاثة، محليا وإقليميا ودوليا.  

على المستولى الدولي، يرى التقرير أن أفضل مساعدة يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لحل أزمة اليمن، هي إقناع القوى الأجنبية، خاصة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالتوقف عن تأجيج الحرب بمبيعات الأسلحة، ودعم الدبلوماسية.

على المستوى الإقليمي، سيتعين على شركاء التحالف بقيادة السعودية، وإيران، الحد من التوترات الإقليمية، بحسب التقرير، بدءا بوقف الأعمال العدائية في اليمن، ووقف شحنات الأسلحة إلى حلفائهم في اليمن، مع تهدئة مخاوفهم المتبادلة بشأن التسلح.

وبالإضافة إلى المخاوف الأمنية، يجب على السعودية والإمارات، حسب تقرير أتلانتيك كاونسل، تأجيل بعض مصالحهما الاقتصادية والتجارية في اليمن، حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.

أما على المستوى الداخلي، وهو المهمة الأصعب وفق التقرير، فسيكون المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ بحاجة إلى التحدث مع جميع الأطراف المعنية، وتبديد نظرة البعض لأميركا كطرف متغطرس وغير موثوق فيه.

وبمقدور واشنطن الاستعانة بدولتي عُمان وقطر في حل أزمة اليمن، بالنظر إلى دورهما التاريخي المعروف بالتوسط في كثير من مشاكل المنطقة، كما يشير التقرير.

وتحقيق السلام في اليمن، سوف يسهم، وفق التقرير، بشكل كبير في تخفيف التوترات في منطقة الخليج ويمهد الطريق لعلاقة مختلفة وبناءة أكثر مع إيران. 

خلص تقرير أتلانتيك كاونسل إلى أن إدارة بايدن أمام طريق شاق ومعقد، لكنها اتخذت خطوة أولى رئيسية في الاتجاه الصحيح، بحاجة إلى تعاضد المجتمعين الإقليمي والدولي، لحل الأزمة اليمنية.