استثمارا للمصالحة الخليجية: هل تفضي وساطة الكويت إلى التهدئة بين السعودية وإيران
صوت عدن/ خاص :
تعمل الكويت على استثمار المناخ الإيجابي للمصالحة الخليجية للقيام بوساطة بين السعودية وإيران، مدعومة في ذلك برغبة من قطر في توسيع مكاسب تلك المصالحة لتشمل حليفتيْها إيران وتركيا، في وقت يعتبر فيه متابعون للشأن الخليجي أن أقصى ما قد تحققه المساعي الكويتية هو التوصل إلى تهدئة وقتية بين الرياض وطهران.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة في وزارة الخارجية الكويتية إن “الكويت جاهزة لمتابعة وساطتها بين السعودية وإيران حين تتهيأ الظروف الملائمة”، وأن “تبادل الأفكار والنقاش من أجل تقريب وجهات النظر لم ينقطعا، وهما مستمران بشكل دائم”.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن هذه المصادر قولها إن “الكويت تسعى دائما إلى تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية”، وأن “كل ما نشر حول استئناف الوساطة ليس سوى تحليلات لا تستند إلى معلومات دقيقة”.
وأشارت إلى أن “مواضع الاختلاف بين السعودية وإيران لا تقتصر على اليمن بل تتعداه إلى العراق وسوريا ولبنان أيضا، وجميع هذه الملفات مترابطة”.
وأكدت المصادر أن “اتفاق الجانبين ينعكس إيجابا على المنطقة بشكل عام، وهو ما تسعى له الكويت بشكل دائم وتأمل الوصول إليه”.
ويعتقد المتابعون للشأن الخليجي أن تحمّس الكويت لنجاح دورها في تعبيد الطريق للمصالحة الخليجية يجعلها تعمل على محاولات جديدة لإظهار نفسها وسيطا ناجحا والاستثمار في هذه الصورة الإيجابية داخليا وخارجيا، لكن الأمر أبعد من مساعي حسن النية لأن الخلاف بين السعودية وإيران يعود إلى تناقض المصالح، وأن أي مصالحة ستكون لفائدة هذا الطرف على حساب الآخر.
ولا يمكن للسعودية التعايش مع برنامج نووي إيراني، كما لا يمكنها القبول ببرنامج إيران الصاروخي ولا بتسريب جزء منه إلى الأذرع الإيرانية في المنطقة من ميليشيات مسلحة في العراق وسوريا ولبنان، وخصوصا في اليمن على الحدود الجنوبية للمملكة حيث يستخدم الحوثيون الصواريخ والطائرات المسيّرة المهرّبة من إيران في ضرب أهداف مدنية ومنشآت اقتصادية داخل الأراضي السعودية.
لكن المتابعين لم يستبعدوا أن تعمل الوساطة الكويتية على التوصل إلى تهدئة بين الرياض وطهران، مشيرين إلى أن الطرفين قد يحتاجان إلى تبريد الخلافات بينهما في الفترة الأولى لتولي الرئيس الأميركي جو بايدن مهامَّه ومعرفته نوع الإستراتيجية التي سيتوخاها تجاه المنطقة، وأن هذا التقارب قد يكون له تأثير مؤقت على التصعيد في اليمن.
هل ينصت الإيرانيون للحوار
وتعمل إيران على التخفيف من مخاطر تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية في الولايات المتحدة، وتريد تشجيع الإدارة الجديدة على مراجعته، ولذلك لا يُستبعد أن تطالب الحوثيين بالتهدئة، ووقف تهديد أمن الملاحة وحركة تصدير النفط.
وتنتظر السعودية لمعرفة شكل العلاقة مع واشنطن وهل أن الإدارة الجديدة قادرة على تجاوز خطاب الحملات الانتخابية، كما فعلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، لبناء علاقة قائمة على المصالح؟
في المقابل، ستعمل إيران على التهدئة قبل العودة إلى مسار الاتفاق النووي ولا تريد أي تشويش عليه، خاصة ما تعلق بطلب السعودية أن يتضمن أي اتفاق قادم تنصيصا على وقف تدخلات إيران في المنطقة.
وتجد الكويت مساندة من قطر في سعيها إلى تثبت الوساطة بين الرياض وطهران، ولديهما رغبة مشتركة في مساعدة إيران على فتح أبواب الحوار مع السعودية اعتمادا على نجاح مسار المصالحة الخليجية مع قطر.