صوت عدن/ بيروت (رويترز):


صعّد الرئيس اللبناني جوزاف عون يوم الخميس دعواته لسحب سلاح حزب الله، مشيرا إلى أن عدم القيام بذلك سيعطي إسرائيل ذريعة لمواصلة هجماتها، وقال إن القضية ستكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع المقبل. 

تعكس هذه التعليقات ضغوطا متزايدة بشأن مسألة سلاح حزب الله، وهي قضية تلوح في الأفق في لبنان منذ أن تعرضت الجماعة لضربة قاسية في حربها مع إسرائيل العام الماضي. وتريد واشنطن نزع سلاح حزب الله، وهو مطلب رددته حكومة بيروت في سعيها إلى ترسيخ احتكارها للسلاح.

وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب بثه التلفزيون يوم الأربعاء إن الدعوات إلى نزع سلاحه لا تخدم إلا إسرائيل.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف يوم الخميس بنية تحتية مستخدمة لإنتاج وتخزين الأسلحة في سهل البقاع، وكذلك في جنوب لبنان، ومنها موقع لتصنيع المتفجرات قال إنه يستخدم لتطوير أسلحة حزب الله.

قتلت إسرائيل العديد من قادة حزب الله وآلافا من مقاتليه العام الماضي، ودمرت أيضا جزءا كبيرا من ترسانته.

وفي كلمة أمام ضباط الجيش، قال عون إن الجانب الامريكي كان “قد عرض علينا مسودة أفكار أجرينا عليها تعديلات جوهرية ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها”. وتعد واشنطن حزب الله جماعة إرهابية.

أضاف عون أن الاقتراح اللبناني ردا على مسودة الأفكار الأمريكية يطالب “بوقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية في الجو والبر والبحر بما في ذلك الاغتيالات”

وقال إن لبنان يطالب أيضا “بانسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليا وإطلاق سراح الأسرى وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها وسحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها حزب الله وتسليمه إلى الجيش اللبناني”

وحث عون جميع الأطراف السياسية إلى “أن نقتنص الفرصة التاريخية، وندفع من دون تردد، إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، دون سواها”.

وحزب الله المدعوم من طهران هو الجماعة اللبنانية الوحيدة التي سمح لها بالاحتفاظ بأسلحتها في نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990، بحجة أنها كانت بحاجة إليها لمحاربة القوات الإسرائيلية التي احتلت الجنوب وانسحبت منه عام 2000.

وتثير ترسانة حزب الله انقساما بين اللبنانيين منذ فترة طويلة، إذ يرى منتقدوها أنها قوضت الدولة وجرت لبنان إلى صراعات.

وأفادت رويترز هذا الأسبوع بأن واشنطن تضغط على لبنان للالتزام بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بشأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية. ورفض حزب الله ذلك حتى الآن، مع أنه يدرس تقليص ترسانته.

* “ذرائع للعدوان”

وخاطب عون حزب الله وأنصاره دون أن يسميهم قائلا “رهانكم (يجب) أن يكون على الدولة اللبنانية وإلا سقطت تضحياتكم هدرا وسقطت معها الدولة أو ما تبقى.. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة وأنبل من أن تقدموا الذرائع لعدوان يريد أن تستمر الحرب علينا”.

وتلزم الورقة الأمريكية التي قدمت في يونيو حزيران حزب الله بنزع سلاحه في غضون أربعة أشهر مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية التي تحتل مواقع عدة في جنوب لبنان، ووقف الغارات الجوية الإسرائيلية.

وكان حزب الله قد تخلى بالفعل عن عدد من مستودعات الأسلحة في جنوب لبنان للجيش اللبناني، بموجب هدنة بوساطة أمريكية لإنهاء حرب العام الماضي.

وقال عون إن المقترحات التي ستخضع للنقاش الأسبوع المقبل تشمل السعي للحصول على مليار دولار سنويا لمدة 10 سنوات لدعم الجيش وقوات الأمن، وخططا لعقد مؤتمر دولي في وقت لاحق من العام لدعم جهود إعادة الإعمار.