في مثل هذا اليوم، من عام ١٩٩٤م، جن الثعلب، لم يجد ضالته كما كان يعتقد انه سيحصل عليها بكل أريحية بعد أن وضع يده في أيدي من سلمه مفاتيح المدينة، أعلن الحرب وكان قد اتفق مع رفاقه الثعالب الآخرين، على الانقضاض على المدينة الهادئة والساكنة، النائمون أهلها بطمأنينة وسكينة، بل وأرسل في استجلاب حيوانات مفترسة من خارج الحدود، للبدء أولاً، بافتراس من قدم إلى جحره، حالماً بهناء العيش عنده. استدعى قواته المسلحة، واشعل النيران في المدينة؛ فقتلوا ودمروا وعبثوا بها ولم يبقوا بيتاً ولا شارعاً ولا مؤسسة إلا وقتلوا من فيها ونهبوها ودمروها.. 
فر من فر واستشهد من استشهد ممن مد يده للثعلب الكبير، زعيم الثعالب والحيوانات المفترسة الأخرى، أما المدينة؛ فقد أصابها من الدمار ما أصابها وكأن القيامة قامت. لم يعرف أهل المدينة حرباً ضروساً كهذه من قبل.. لأول مرة تقع على رؤوس ابنائها قذائف وصواريخ تقذف من طائرات ودبابات.. جن الثعلب الماكر.. وبعد انتصاره بقوة السلاح، أعلن انه الزعيم الأوحد وأن على الكل الرضوخ إليه والسمع والطاعة. زوّر التاريخ وغير المفاهيم والقيم والاخلاق الإنسانية في البلاد كلها والتي أضحت تحت حكمه مذاك التاريخ وحتى ٢٠١٤م، عندما جاءت نهايته على يد ابناء جلدته من الثعالب الصغار.. لكنه طوال تلك السنوات العجاف، برز من ابناء المدينة المنكوبة وأخواتها من المدن المغدورة، تكتلات مناهضة له وتجمعات رافضة لسياسته. 
 لا زالت آثار ذلك الثعلب والثعالب الصغار المشاغبين، بغباء، تنهك حياة الناس، لكن، هناك نور في آخر النفق، يضيء الطريق وحتماً ستعم اشعته تحت سماء البلاد وسينتصر شعبها وستغسل كل المدن المكلومة قذارات الثعالب كلها ولن يبقى ثعلب فيها وستشفى المدن من أدرانها.. سيحمل الرجال مشاعل النور والتنوير وستبني الأيدي ما دُمر طوال ٣١ عاماً مضت.