نحن إلى تلك العرصات..
ماذا أضيف وقد قدمت لنا هذا الإبداع المتناهي وفجرت في قلوبنا الذكريات الجميلة ــ الأيمة؟
إنما لنتساوق مع هذه الذكريات ونتحامل على آلامنا في هذا الفقد لتلك الأيقونات الفرائحية فنقول : أما ترون أننا رغم مستجدات ما نشهده من تطور آلي وجمالي فإن أجيالنا الراهنة والطفل الذي لا يزال يعيش بداخلنا والمدفون في جلدة شيخوختنا لا تزال ولا نزال كلنا نحِنُّ إلى تلك العرصات التي كانت تُفترش عليها تلك المساحة من الذكريات التي تُستعصى على الموت! ..
أطفالنا فلذات أكبادنا وفي يوم الناس هذا هم اليوم في حالة حرمان من مباهج حياة العيد ... ولا يجدون راحة لفرحتهم!.. فلا تستطيع صنائع التطور الآلي أن تمنحهم لمَّة الحياة الشعبية بهذه الإستعاضة .. فملامح الحياة الشعبية تفترض مساحة في البيت الإجتماعي بقلب المدن وهوائها الطلق لا في علب المولات ( في مصر يسمونها المولد ) حيث تقام المراجيح وأعلام الزينة ورقصات صهوات الجياد وألعاب الحِيَل الشعبية إلى جانب « اليانصيب ــــ ويقبل عليها السياح من كافة أرجاء العالم يبتهجون بالبيئة الشعبية ويفتشون عن شيئٍ إسمه الحيوي الطقسي: الفولكلور Folklore
( مغاني الشعب طيبا بالمغاني / بمنزلةِ الربيع من الزمان . أبو الطيِّب المتنبي)
ويمُجون مظاهر الجمود الرتيب الإصطناعي .
فمن بمدركاته الإنسانية ( اليوم ) يفهم هذا الشعور الوجداني العميق ، فيعمل على استزراع فرائح الحياة الروحية الشعبية بتوفير تلك العرصات "*" لأطفالنا ولنا بالمضمون الأسري
حيث تقام تلك الدراهين ( أو المدارِه ) وحلبات مِحَف الجمال ــ الهجُن والخيل ؛ العناصر الحية وهي محمولات الفرح إلى جوار الأراجوز ( الكركوس ) وألعاب الساحر ) وهي كلها سبب جلبة العيد؟؟؟
ـــــــــــــــــــــ
"*" العرصة : البقعة الواسعة بين الدُّور لا بناءَ فيها .
🔳🔳