ما تم  رصده من سلوكيات مسيئة لبعض المراهقين في شوارع عدن، كإشعال الحرائق ورمي المقذوفات النارية والطماش في وجه المارة والسيارات، هي نتائج لسياسة الهدم التي استخدمت على مدى سنوات من هدم المجتمع.
إذا أردت أن تهدم حضارة أمة، فهناك وسائل ثلاث: اهدم الأسرة، اهدم التعليم، إسقاط القدوة، وهي السياسة المتبعة منذ ان بدأ اعداؤنا يوظفون منا وفينا لعملية الهدم، منذ ان تركنا المناضلين الحقيقين ضحية للتصفية الجسدية والروحية، منذ ان استطاعت القوى الرجعية العربية وبدعم من مراكز الاستخبارات  الصهونية، في صناعة سلطات تديرها عن بعد، وبدء عملية التشكيك في تاريخ نضال جيل كان صادقا ومخلصا للتحرر والاستقلال  عن التبعية والوصاية.
عند مشاهدة مقاطع سوء سلوك الشباب الكل لعن تربية هؤلاء الشباب، ولم يسأل عن من هو المسؤول عن التربية؟
المسؤول عن التربية، اسرة تعيش وضع معيشي سيء، ورب الاسرة يصارع من اجل لقمة العيش حتى لا تجوع الاسرة، والجوع كافر، و وزارة تربية وتعليم عاجزة عن اداء دورها، لأنها جزء من سلطة فاسدة، تديرها اعداء الوطن والامة، وبالتالي معلم فاقد للكرامة ومهان جائع يبحث عن ما يسد رمقه، يصارع الفقر والجوع والمرض، هو صراع من اجل البقاء، صراع مع الذل والمهانة وانتهاك الحقوق، لم يعد لديه من الفرص ليقاتل من اجل أداء رسالته في تربية الجيل، اليوم معركته هي سد رمقه واسرته واولاده، ومسؤولين فاسدين، وسلطات امنية هي جزء من رداءة السلطة.
تحدثنا كثيرا على ان التعليم والمعلم هما الركيزة الاساسية لنهضة الامة، ان سقطوا سقطت الامة، وها هو السقوط يبدأ بسقوط اخلاق الجيل، هذا الجيل الذي تعرض للإهمال، بل اصبح جزءا من المشهد العام الفاسد، لا تعليم ولا قدوة ترشده للطريق الصحيح، ماذا تتوقع من مراهق يرى والده محبط واسرته تعاني ومعلمه مهان، وهو يقتدي بهم ويعبر عن ما به من سوء.
 من اجل ان نساعد  هؤلاء الشباب يجب ان نحررهم مما هم فيه، النضال من اجل تغيير حالهم، وتوفير البيئة الصالحة لتربيتهم، انقاذ التعليم والقدوة وتعزيز دور المجتمع المدني نحو اصلاح الحال، وتصحيح المسار السياسي، لكي ينتج لنا سلطة وطنية حرة ذات ارادة وطنية، ترفض ان تكون أداة بيد اعداء الوطن والمشروع الوطني وارادة الامة.
شباب ضحايا لشعارات تعزز الصراع والكراهية والنعرات، لتنتج لنا مثل هذه السلوكيات التي تشكل الفرد السيئ والغير طبيعي، وتعزز فيهم العنف والحقد، تفرغهم من الانسانية والاخلاق الحميدة، ماذا تتوقع من جيل بلا اخلاق ولا انسانية، انسان يعيش حالة من الصراع على الهوية، انسان يتعرض للتدمير النفسي والروحي والقيمي والاخلاقي.