ما كتبه الدكتور عبدالناصر الوالي اليوم، كلامٌ يستحق التوقّف عنده لأهميته وصراحة ما ورَدَ فيه من نقاط، خصوصا وهذا الكلام ياتي من قيادي كبير بالمجلس الانتقالي ووزيرا بالحكومة التي يتناصفها الانتقالي. ولكن يظل كلام الدكتور الوالي ناقصا طالما قد تحاشى- ربما تجنبا لغضب قيادات الانتقالي- تحاشى تسمية الأمور بمسمياته الواضحة واكتفى بالتلميح لا بالتصريح.
 فمن جُملة ما قاله:
 (عدن والجنوب يعانون ويئنون لا من ويلات الحرب الذي انتصروا فيها بكل رجولة وشجاعة ولكن من الخذلان ممن كنا نتمنى ان يكون معنا فاذا به يريد ان يمتطي على نصرنا ويحتجزنا رهائن ليساوم بنا على العودة الى صنعاء او ليحكمنا بدلاً عن ذلك( بدل فاقد).انتهى الاقتباس.  
  فهنا د.الوالي يقصد بالتأكيد الأحزاب التي يتشارك معها المجلس الانتقالي السلطة بالرئاسة والحكومة .فلماذا لم يقل صراحة ان هؤلاء لا يؤتمن جانبهم وانهم يضمرون المكيدة والنوايا الخطيرة؟ فطالما وهؤلاء الشركاء لا يخجلون مما يفعلونه من تآمر ومكر فلما نتحاشى فضحهم ؟. فمن لا يخجل من فعله السيء تجاهك فلماذا تحرص على مداراته ومراعاة مشاعره؟.       
*******
 يقول د. الوالي:(الارض ارضنا والشعب شعبنا والموارد مواردنا والقوات المسلحة قواتنا ولكن
ممنوعون من تصدير النفط.
ممنوعون من تشغيل ميناء عدن البحري.ممنوعون من السيطرة على ايرادات الاتصالات.ممنوعون من تشغيل مصفاة عدن النفطية.)انتهى الاقتباس.
 -هنا د. الوالي يؤكد بكل وضوح ما ظللنا نقوله من ان الانتقالي بكثير من الأمور مسلوب القرار لا حول له ولا طول، ليس فقط امام التحالف بل امام شركاء محليين لا يسيطرون سوى على بضعة كيلومترات في مناطقهم  تعز ومأرب. نحن إزاء معادلة مختلة تماما. 
  *****
يقول د. الوالي:
( مصر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة لها باع طويل في تقديم الحلول لمشاكل عالمية ولها قبول عند  العالم باسره ولا اعتقد انه يعجزهم ان يجدوا الحل لشعب جار لم يكن في يوم من الايام الا وفي معهم) انتهى الاقتباس.
- سؤال مؤلم حقا، فلماذا لم تقدم لنا هذه الدول شيئا برغم ما قدمه له الجنوبيون واقال عثرتها بالميدان؟ اين الخلل؟ وهل يقع عليها اللوم لوحدها؟ هذه الدول وغيرها لن تمنحكم يا صديقي د. عبدالناصر الوالي شيئا بطريقة التوسل والاستعطاف حتى وان كنتم شريكا مطيعا وفياً معها، إن لم يكن لكم صوتا عالٍ لا يتلعثم، ويداً قوية لا ترتعش.. فإما شراكة متكافئة بمعروف وإلا تسريحا بإحسان، والرزق على الرزاق. فعلى الاقل بفض الشراكة سنتمكن من انتزاع حقوقنا وقراراتنا التي نراها امامنا ولا مقوى على اخذها بسبب اصفاد هذه الشراكة الجائرة. 
*****
 يقول د.الوالي:
(ان كل مشاكلنا هي اقتصادية بحتة ومالم يسمح لنا ونساعد بتصدير النفط وتشغيل الميناء وتحصيل ايرادات الاتصالات وتشغيل مصافي عدن وتنشيط قطاع النقل، الاسماك، والزراعة، فمن اين سناتي بالموارد؟) انتهى الاقتباس.
  -حين يقول د. الوالي عبارة: "ما لم يُسمح لنا". فهذا يعني ان الانتقالي صار يستجدي حقوق شعبه من القوى التي من المفترض ان الجنوب قد تحرر منها. فعن اي تحرير نتحدث؟. اي تحرير نقصد ونحن بحالة استجداء للحقوق بطريقة مؤسفة جدا من عدو الامس،شريك اليوم القابع هنا داخل الدار؟.فهذا الحالة تُظهِر ضعف الانتقالي ،ومدى حاجته لإعادة النظر بعلاقاته بهؤلاء جميعا. 
*****
يقول د. ابوالي :
(ان مواردنا في الوقت الحالي هي الجبايات فقط ،الزكاة. الجمارك. الضرائب ويريدونا ان نتقاتل حولها حتى اخر نفس جنوبي ،حتى ياتوا هم ليستأثروا بالثروات والموارد.)انتهى الاقتباس.
 - العزيز د. عبدالناصر من اين سياتوا ؟ فهم موجودون عندك، الكتف بالكتف. أليس هم من يمنعون عنكم كل شيء من الموارد، بل وحتى يمنعونكم من تشغيل مصفاة عدن التي لا تبعد عن مقر مجلسكم الانتقالي سوى بضعة كيلومترات؟.
    ودمتم بخير