عزيزتي ضياء سروري ..

 منذ عدة سنوات ، وانت رئيس تحرير موقع ( صوت عدن ) رغم مشاغلك الكثيرة ، لاتنسين عيد ميلادي الذي يوافق التاسع عشر يناير ، فتقدمين التهنئة لي اولاً عبر التلفون ، ومن ثم في الموقع بكلمات رقيقة، أعجز من أن ارد جمالها وجميلك ، وما أن تنشر حتى يتدفق سيل التهانىء من كل حدب وصوب ، كأن تهنئتك أيتها العزيزة، جرس التنبيه ! ولستُ أدري إن كنت استحق كل هذا الحب من أولئك الذين أحاطوني بفيض مشاعرهم القلبية الصادقة ، ولكن من حقك وحقهم أن أشكرك وأشكرهم من كل أعماق الروح والقلب ، فقد وصلتني ، وشعرت بها ، وبدفئها، وصدقها، وغمرتني بالسعادة والفرح، وأمدتني بطاقة روحية يحتاج إليها من بلغ مثلي هذا العمر- الخامسة والسبعين- ، وفي هذا الزمن العصيب الذي يعتقد فيه المرء ، أو يعتقد من حوله ، أنه قد استنفذ زيته ، وجهده ، وطاقته ، ولم يعد احدٌ في حاجة إليه !  
  عزيزتي ضياء ..
  اعترف انني عاجز عن شكرك ، واعترف  ان الكلمات  تخونني في هذه اللحظة، مع أن مثلي من شغله الوحيد الكتابة لايحق له مثل هذه الشكوى ، لكن احياناً كثيرة لاتطاوعنا اللغة لكي نعبر عن مشاعرنا، أو نشعر انها لاتكفي حقاً كما في حالتي الآن، لا أعثر إلاِّ على المعتاد من كلمات قد استهلكت في مثل هذه المناسبات، لكي أعبربها عن إمتناني على تهنئتك العطرة ،الصادقة ، وأقول الصادقة لأني مذ عرفتك قبل عقد من الزمن ، وربما أكثر لم أجد عندك إلاِّ الصدق والوفاء، وهما معدنان نادران في هذا الزمان الذي طغت فيه المادة والنفعية على قيمنا الإنسانية الجميلة .
   عزيزتي ضياء ..
  لاشيء ، 
 أشتهي فقط أن احتفل بعيد ميلادي الخامس والسبعين مع أسرتي ، أجمل الزهرات عبير وسالي واسيلة واسامة وصبطي بودي، الذين هم معي في مصر ومع شادي وعمر ، وزوجتي الغالية اسماء الذين في عدن ، وبقية الأهل في عدن وحضرموت ، والزملاء والأصدقاء والقراء المنتشرين حول العالم الذين افاضوا عليّ  بفيض حبهم وكرمهم وهو فوق ما استحق ، مع اعترافي بالتقصير في حقهم جميعاً. 
  أريد أن أحتفل بالخمس والسبعين سنةالتي سرقوا مني أجملها ؛ تارة باسم الوطن ، وتارة باسم القضية ، وتارة باسم الحرية ،وتارة باسم الوظيفة!ولكل سنة من هذه السنوات المسروقة جمالها، سحرها، وغموضها ، ونجاحاتها ،وحتى خيباتها ، لكنه عمري ولست نادماً عليه ، ومن حقي أن أحتفل حتى بخيباتي وفشلي كما اشتهي ، حتى إن كانت أوراق خضراء كثيرة تساقطت منه وملأت
الغابة أوراق الخريف الصفراء ، وإن كان  صديقي ابن وادي عمر ، أو بلدياتي من الديس الشرقية ، الدكتور سعيد الجريري  وهو كاتب وشاعرمبدع مقيم في هولندا منذ سنوات، يراني كغابة وارفة منسية منذ آدم " وهذا مما يثلج صدري ويمدني بطاقة متجددة أحتاج إليها في عمري هذا، كتلك الطاقة التي يمدني بها كل صباح الدكتور الناقد استاذ الفلسفة بجامعة حضرموت الدكتور عبده بن بدر ..
  عزيزتي ضياء ...
 قد يستكثر البعض ، وأقول البعض أن يرفع سماعة الهاتف فيقدم التهنئة بعيد ميلاد صديق ،أوقريب.ربما تنسيه مشاغله القيام بهذا الواجب ، أو حتى كتابة رسالة "واتس" في عصر الاتصالات السريعة المذهلة،التي قربت البعيد وسهلت التواصل، ومع ذلك نلتمس لهم  العذر ،فطيبة أنفسنا لاتسمح لنا بغير ذلك. وإن بقي شيء من "حتى" في النفس لكنها سرعان ماتزول وتمحوها الأيام ، ويبقى الود بين الناس . 
 عزيزتي ضياء ...
مايخفف من غياب البعض ، هو ذلك الفيض المتدفق من التهانيء القلبية الصادقة ، من الأهل والأصدقاء والزملاء من شتى قارات العالم ، من الجنسين ..
ومايعطيها دفءً خاصاً، إنها تصلك في نفس لحظة كتابتها،فتشعر بصدقها وب حرارة المشاعر التي كُتبت بها تجتاحك إلى درجة لاتستطيع معها، منع نفسك من التأثر إلى حد البكاء ..والفرح والحزن كلاهما يحفزان الأحاسيس ويجريان الدموع كما تعرفين .
  عزيزتي ضياء ...
  في الأخير ربمامن المناسب أن اطلعك على بعض نماذج التهانيء التي وصلتني بعيد ميلادي هذه السنة ، على سبيل المثال فقط وليس الحصر لأن عددها كثير ولاتتسع له هذه الرسالة : 
 ●كل19 يناير وأنت محمد عمر بحاح نفسه، الإنسان الشفيف، الأليف، اللطيف، والمبدع الكثيف الوريف كغابةٍ منسيةٍ منذ آدم.
مما يسعدنا - نحن قراءك ومحبيك - أن عاماً مضى وآخر أتى، وفيوضك تضيء كقلبك في المكتبات.
محبات يا مولانا🙏
            هولندا - د . سعيد الجريري 

 ●كل سنة والعمر كله وأنت بخير وفي أحسن حال .. دمت لمحبيك ودام إبداعك الإدبي الإنساني والإعلامي المهني الحر المتفرد . ورفع الله شأنك وأعلى مراتبك .. 
      وتحياتي لأختنا العزيزة الفاضلة الصحفية الكبيرة والقديرة السيدة ضياء سروري، وأتمنى لها العمر المديد كما أتمناه لك بموفور الصحة والعافية.
                 عدن - أديب قاسم 

● أجمل التهانى لك من اعماق قلبي بعيد ميلادك، كل عام وأنت بألف ألف خير، امنياتي لك بأن يكون عامك هذا أفضل الأعوام ،عام خير وسعاده وسرور .
        
   الولايات المتحدة - د. محمد مثنى .

   ●حبيبي محمد
كل سنة وانت طيب وفي صحة وسعادة 
وكل سنة وانت أعز وأحب أصدقائي
وعقبى لثمانين سنة تحياها منغمسا بالجمال والحب والهناء
          عدن - شوقي شفيق 

 ●لك وردة لك فلة لك الف زهرة بعيد ميلادك الميمون يا صديق العمر وتوأم الروح...
                القاهرة - محبوب علي  

 ●ميلاد سعيد أيها الصديق العتيد الديسي التليد عقبال العمر كله أيها الغالي..كل عام وانت بألف خير..
     المكلا - سالم العبد الحمومي

 ●عبد ميلاد مبارك. تمنياتي لك اخي محمد بدوام الصحة والتوفيق. وكل عام وانت بخير.
جوهانسبرج - السفير رياض العكبري 

 ● تهانينا الحارة أخي الأديب الرائع محمد عمر بحاح بمناسبة ذكرى عيد ميلادك، متمنيا لك دوام الصحة والعافية وطول العمر والتوفيق في العطاء والإبداع .. اللهم آمين يارب..
           عبد الرحمن المسيبلي
 
● العمر كله وتضل منور حياة عيلتك وكل أحبابك.
              لبنان - زينب دياب 
 ● كل سنة وانت في أبهى سني حياتك ولحظاتها.. كل سنة وقلبك ينبض بحب عدن والشوق إليها حتى تلقاها وتحتضنك كإبن فارقها حزيناً وعاد سعيداً يسابقه الحبور إليها.. 
وغداً ذكرى ميلاد عزيز ال ٧٥ أيضاً.. 
       عدن - نادرة عبدالقدوس 

واختم بالمقال الذي كتبته الزميلة الصحافية والاعلامية نادرة عبدالقدوس 
بالمناسبة :
   " استاذنا محمد عمر بحاح، كل عام وأنت طيب وعمراً مديداً.. كم أنت محظوظ بتوافق يوم ميلادك مع يوم تأسيس مؤسسة وصحيفة ١٤ أكتوبر التي تكبرها انت بثماني عشرة سنة. ويا للصدف الجميلة وحسن الطالع، أن تتسنم إدارة تحرير الصحيفة، فيما بعد ولم تزل في ريعان الشباب.  والمصادفة الأخرى أن يكون ذات التاريخ، ذكرى احتلال عدن من قبل بريطانيا العظمى، آنذاك، لكن قبلكما بـ قرن ونيف تقريباً.. 
الاستاذ محمد عمر بحاح، لم يكن مديراً لتحرير الصحيفة ويعتمد النشر عند اكتمال موادها وإخراجها، فحسب، بل كان موجهاً للصحفيين، خاصة المبتدئين وناصحاً لهم كأخ كبير، خاض غمار التجارب الحياتية ومارس الكتابات الأدبية والصحفية، فلم يبخل عليهم بالتوجيه والمواعظ وتذليل الصعوبات. كان استاذنا البحاح، معروفاً بهدوئه الجم وصوته الخافت، المتسامق مع جسده النحيل، كان حديثه همساً، وكثيراً عندما نلتقي في مكتبه، كنت، شخصياً،أجد صعوبة في فهم ما يقول ولم يكن من الأدب، مطالبته بإعادة كلامه، هكذا كنا، نحن الشباب، المبتدئين الذين لم نكمل بعد مرحلة الثانوية العامة،  في حضرة الكبار، سناً ومقاماً. كنا شباباً، استهوتنا صاحبة الجلالة، في مطلع السبعينيات، مدت يدها إلينا وحملتنا إلى بلاطها؛ فتماهينا مع فنونها المتنوعة والأخاذة؛ فاستتب لنا المقام الذي لم نستبدله بمقامٍ آخر. ويعود الفضل في عشقنا لمهنة الصحافة، لأولئك الأوائل الذين أحاطونا بالاهتمام والرعاية وكان في مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة سالم باجميل، رحمة الله عليه ورئيس التحرير، سالم عمر حسين، رحمة الله عليه ومدير التحرير، محمد عمر بحاح، الله يطيل في عمره ويمتعه بالصحة والعافية.. وكان هناك، أيضاً، من الصحفيين الرواد والأوائل، ممن أناروا لنا الطريق الشائك، إلا أن اولئك الثلاثة كانوا الأكثر تأثيراً في تجربتنا الغضة. 
 تحية لأستاذنا الكبير محمد عمر بحاح ودمت لنا نبراساً نهتدي به وأخاً كبيراً نقتدي به وإنساناً عظيماً نفتخر به، مدى العمر..○○
  عزيزتي ضياء ...
  أخيراً وليس آخر ،، الذي يعرفني يعرف انني لا أحب الكلام الكثير ، ولا كتابة الرسائل، وهذه الرسالة الوحيدة التي اكتبها منذ عقود ، لكن لم استطع مقاومة شهية كتابتها في لحظة أجدها ملحة لتكون شاهداً لي وعلي ، حتى مع علمي إنها لن تنشر ، وان كنت احبذ نشرها وانا حي ..
  صباحك معطر بروائح الفل والياسمين ، وعبق الصيق ، وندى السِيف ، وبرائحة النخيل والحناء والكستناء وعرف الخزامى والصعتر والنباتات البرية   وبالأنوار السماوية وكل ماهو مقدس .
 ● القاهرة : محمد عمر بحاح
 الخميس 23 يناير 2025م