الوفاء والتواصل إرث العميد حسين ثابت لقور.
الحديث عن القادة العظام وأرثهم في المجتمع هو حديث عن قيم راسخة ومبادئ خالدة، وقد كان العميد حسين ثابت لقور السنيدي - رحمة الله عليه، واحدًا من أولئك الرجال الذين تركوا بصمات لا تُمحى في ذاكرة أهالي مديريات بيحان بمحافظة شبوة. لقد تميّز بشجاعته وكرم أخلاقه، وجسّد خلال فترة وجوده في بيحان بخدمته العسكرية الممتدة من عام 1984 حتى عام 1990م، أنموذجًا للقائد الذي لا يكتفي بتحقيق الأمن والاستقرار، بل يبني جسورًا من المحبة والإحترام مع كل من حوله.
كان المرحوم العميد حسين ثابت لقور السنيدي رحمه الله، إنسانًا وقائدًا عسكريًا بارزًا، خدم في قاعدة النبعة العسكرية بمديرية عين التي كانت رمزًا للحماية وخط الدفاع الأول في تلك الحقبة. لكنه لم يكن مجرد قائدًا عسكريٍّا يتولى المهام بحزم، بل كان أبًا روحيًا لأبناء المنطقة، متواصلاً مع الأهالي ومشاركًا في أفراحهم وأحزانهم. استطاع بحكمته وتعامله الحسن أن يكسب قلوب الجميع، وأن يُرسخ لعلاقة صداقة صادقة مع كل من عرفه، وبقيت هذه صداقة حقيقية، وإرثًا خالدًا ..
كان منزل والدي - رحمة الله عليه - بإعتباره أحد الشخصيات الاجتماعية، بالقرب من معسكر النبعة في خطوط المواجهة وكانت له علاقات طيبة بالقيادات العسكرية والأمنية وبيت والدي مفتوحًا للضيوف وعنوانًا للكرم. وقد جمعتنا بالقائد حسين ثابت لقور السنيدي والعديد من القادة والضباط صداقات بمستوياتها المختلفة، التي أمتد شذاها إلى كل أهالي المنطقة؛ وصداقتنا بهذا القائد والإنسان خاصة وقوية، أمتدت لأكثر من ثلاثين عامًا. لم تكن تلك الصداقة مجرد معرفة عابرة، بل مثالًا حيًا للوفاء وتبادل مشاعر الأخاء مع الآخرين، حيث أرسى العميد بن لقور السنيدي وكل من عرفه، تلك العلاقات الطيبة وعلى الاحترام والتقدير.
بعد وفاة العميد حسين ثابت لقور السنيدي، في أغسطس 2021م، أثبت أبناؤه أنهم خير خلف لخير سلف. فقد حرصوا على مواصلة الإرث الإنساني العظيم لوالدهم، فكانوا أوفياء لعلاقاته وصِلاته، محافظين على قيم الكرم والوفاء.وكانت زيارات نجله القائد رمزي حسين ثابت السنيدي، في الأسبوع الماضي لمنزلنا في منطقة منوى عين بيحان، خير شاهد على هذا التواصل الإنساني الراقي الذي يعكس تربية عظيمة وأصالة محمودة بهذا الوفاء الموروث الذي جدده أبناءه واحفاده.
وليس غريبًا أن يواصل الأبناء مثل هذه المسيرة النبيلة، فقد تعلموا من والدهم أن العلاقات الإنسانية ليست مجرد ذكريات، بل هي أمانة يجب الحفاظ عليها وتجديدها. و زيارة إبنه البار رمزي والتواصل مع اخيه الاكبر عبود حسين وإخوته ليست مجرد زيارة اجتماعية عادية، بل هي رسالة تحمل من معاني البر والعرفان والوفاء الكثير للقيم الانسانية النبيلة.
وهذا جزء من تاريخ العلاقات الانسانية للعميد حسين ثابت لقور رحمه الله تعالى، اما تاريخ النضال والبطولة العسكرية، فهو سفر طويل سجله تاريخ جيش الجنوب انذاك، وهو لم يكن مجرد شخصية عابرة في تاريخ المنطقة، بل كان رمزًا للرجولة والكرم.. وأبناءه اليوم يجسدون هذا الإرث من خلال تعاملهم الراقي مع كل من عرف والدهم. إنهم مثالٌ للأبناء الذين لم يمحُ الزمن ذكر آبائهم، بل جعلها الأبناء شعلةً تُضاء بمآثرهم.
إن الحديث عن العميد حسين ثابت لقور وأمثاله، هو إحياء لقيم الشجاعة والوفاء والكرم، التي أصبحت ماسة نادرة في هذا الزمن. وأبناؤه وأحفاده اليوم ماضون في كتابة صفحات مشرقة من العطاء والإنسانية، ليثبتوا أن الأخلاق الأصيلة لا تموت بل تظل متجذرة في النفوس، منارةً تهتدي بها الأجيال. طوبى لتلك العائلات التي لا تزال تحافظ على إرث القيم، وطوبى لكل من يكرم تاريخ آبائه بالعمل على نهجهم.