في الديس الشرقية،ولد الشاعر والفنان سعيد يُمين عبدالله بايمين،سنة 1939م في حافة طالع التي تبدأ شمال المسجد الجامع والى الغرب منه وتضم البيوت التي تقع شمال ديار آل بحاح، ويقع بيتهم قريباًمن مسجد النور، حيث بيوت آل بايمين المبنية من الطين ككل بيوت الديس،مُتلاصقةفي تلاحم حميم..
الساعة واليوم لاندري بالضبط لكن صرخته الأولى ككل الأطفال حين يولدون صاحبتها زغاريدالنساءفرحاً بمولده. لانعرف الكثير عن يُمين عبدالله ، لكنه دون شك كان سعيداً بمجيء ولده إلى الدُنيا بكامل صحته والعافية، والذي أسماه (سعيد)وألبس اهل البيت لباس الفرح ..
                       2
في تلك الأيام كان التعليم محدوداً، ولم يظهرالتعليم الحكومي بعد،فتعلم سعيد كغيره من الأولاد في عمره اللغة والفقه ، في الكُتاب على يد الشيخ سعودبامسعود.وربما نال حظاًمن التعليم في مدرسة الإصلاح التي أنشأها المصلح الاجتماعي  الشيخ حاج سعيد بحاح الذي أسس أول مدرسة أهلية في الديس سنة 1937 ويعتبر رائد التعليم فيها.وعندما بلغ السن التي صار فيها قادراً على العمل التحق بحاراً بسفينة شراعية مثل أخيه الأكبر فرج وغيره من الفتيان الذين يستهويهم العمل في البحر.. 
                         3
 تقع الديس الشرقيةشرقي مدينة الشحر الميناء والمدينة الأشهر في حضرموت منذ القدم.والديس أرض النخيل وعيون الماء الكبريتية الحارة، ويشتغل أهلها بالزراعة،وصناعة السفن،وبصيد السمك ، وركوب البحر، والهجرة إلى أرض الله الواسعة، سعياًوراء الرزق الحلال ، يغتربون بضع سنين وحين يعصف بهم الحنين للأهل والوطن يعودون مثل أطفال لايمكن فصلهم عن أمهم الديس .
 لاشيء ينقص هذه البلدة لكي تخصص وقتاً من أيامها ولياليها للغناء ورقص العدة والشبواني والغية وتسمى أيضاً
 (الدرية)في مناسبات الأعياد،والأعراس. والسكان البدو يشترحون الهبيش والعديد من انواع الشرح البدوي التي يؤديها الرجال والنساء معاً في ضوء القمر والهواء الطلق،ويسحر بها الناس  في مواسم الزيارات،وهي كثيرة في ضواحي الديس وقُراها،وباديتها. وكنا نذهب إليها ممتلئين بدهشةالطفولة،دون أن ندري ان تلك اللحظات كانت من أجمل الأيام التي تعلق في الذاكرة ولاتُنسى. ولااظن سعيديُمين، إلا التصقت عيناه وذاكرته بكل ذلك ،وأضاف إليها صوت البحر وغناء البحّارة، وذلك الغناء الشجي الذي كان يسمعه من الراديو لمطربي حضرموت وعدن ومصر ...لأن كل ذلك سيشكل ذخيرته فيما بعد حين يصيبه سهم "كيوبيد"، وتزوره ربةالشعر، وتستدعيه إلى عالمها المدهش موسيقى تأتي من مكان ما...تناديه مثل الموجة العارمة،تملأ حواسه ولايستطيع تفاديها.. 
                        4                        
 في بداية الستينات عاد إلى الديس وركن إلى الوحدة في بيته لبعض الوقت ، ويبدو ان تلك الفترة هي التي حددت ميلاده كشاعر وملحن، والعلامات التي بدأت تظهر عليه كانت تشير إلى حدوث تحول مافي حياته. وسرعان ما بدأت تظهر أولى إرهاصات مشروعه الغنائي الذي سيستمر معه إلى آخر العمر. وكنت مع غيري من أبناء ذلك الزمن الديسي الجميل، من شهود أجمل لحظة يمكن أن يعيشها المرء، عندما يخرج من دائرة القلق إلى أرض اليقين .
                      5
 أول مرة رأيت سعيد ُيمين كان في عدن ،وكانت في قمةإزدهارها التجاري وألقها
الثقافي والفني،وواحدة من أجمل مدن الدنيا. يومها لم يكن قد اكتشف في نفسه الموهبة الغريبة التي جعلت منه بعد سنوات قليلة شاعراً،ملحناً ومطرباً.
جاء إلى عدن لزيارة قريبه العم  ُيمين عوض بايمين الذي يدير دكانه في المسبح، أحد أحياء الشيخ عثمان، غير بعيد من دكان أبي،وكنت أمر للسلام عليه،عندما لا أكون في المدرسة،او حين لا أساعد أبي في عمل الدكان .وكان العم يُمين رجلاً طيباً ودوداً، وهو متزوج من بيت بحاح، وقريب سعيد يمين صاحب هذه السيرة، وبيوتهم قريبة من بعضها البعض في الديس،قريباًمن مسجد النور لاتفصله عنه سوى خطوات قليلة،ثم توثقت علاقتي به عندما انتقلت للعيش في الديس الشرقية. 
  بعد أن أُ صبت أنا الآخر بعدوى القراءة، وتوهم انني ساصبح كاتباً ذات يوم كما تنبأت لي جدتي "ابوللو"،وجدت المدخل
للتواصل مع سعيد يُمين، ولم يكن فارق السن كبيراً بيننا..عشر سنوات ليست بالشيء الذي يُذكر .كانت تلك المرحلة التي بدأت فيها قراءاتي المبكرة للقصص والروايات والشعر وكل ما تحتويه مكتبة أخي محفوظ الذي كان يملك مكتبةنادرة،كوّنها خلال سنوات عمله في عدن ،وهو قاريء نهم بامتياز،وإليه وإلى مكتبته يعود الفضل في حبي للقراءة والكتاب منذ تلك السن المبكرة من عمري..
مامن مرة قصدت بيته، إلاّ وفتح لي الباب ورحب بمقدمي رغم ماكنت اسمع انه لايحب الزيارات .وخلال إحدى زياراتي لاحظ إهتمامي ببعض المجلات والكتب التي يقتنيها وميلي إلى القراءة، فأهدى لي بعضها.ومن حسن الحظ كانت عن مغامرات اللص الظريف "ارسين لوبين"و "جميس بوند"التي قرأتها بشغف شديد،إذْ كانت نوعاً من القصص المثيرة والمشوقة التي استولت على إهتمامي إلى حين ولم تكن من ضمن محتويات مكتبةأخي محفوظ،الذي كان يميل إلى الروايات الكلاسيكية من الأدبين العربي والعالمي.وفي نفس الفترة تقريباً بدأت أولى خربشاتي في الكتابة، إذ كان لابد بعد كل ذلك الكم الهائل من قراءتي القصص والروايات التي ازدحم بها رأسي الصغير أن يفيض قليل منه على الورق والدفاتر !
                       6                    
 هكذا بدأت علاقتي بسعيد يُمين عبدالله، ومالم يكن يعرفه الناس وعرفوه فيما بعد أن سعيد يُمين كان مريضاًفعلاً ، لكن بالموسيقى،ومسحوراً بالشعر، والتلحين  ،الذي انتج في النهاية أشعاراً وألحاناً جميلة أحبها الناس،وصاروا يرددونها في أفراحهم وأعراسهم، ومناسباتهم، ويتداولها فنانون آخرون حتى دون إذن صاحبها،بل إن البعض من المشاهيرسجلها
 لاذاعة عدن ونسبها لنفسه في تعدصارخ على حقوق المؤلف (صاحبها الأصلي). واذكر ماأثارته أغنيتة (الله حسيبه خفيف الروح ) وهي من بواكير أغانيه، من ضجة بعد أن سجلها فنان معروف للإذاعة على أنها له،الأمر الذي اضطر الفنان والشاعر سعيد يمين للسفر إلى عدن حيث تصنع النجوم ، ومقرات الإذاعة والتلفزيون ودورالصحافة ،وحيث تحقيق الأحلام لكل من يسعى وراء حلمه.لكن كان عليه أن يدافع أولاًعن حقوقه وإثبات ملكيتة الفكرية للأغنية. وتناولت الصحافة العدنية يومها الخبر، وتمكن سعيد يُمين ليس من إثبات حقه في الأغنية،فحسب وتسجيلهاللإذاعةوالتلفزيون بصوته، بل سجل شهادة ميلاده كشاعر غنائي وملحن في الساحة الغنائية ليس في الديس وحضرموت وعدن فحسب ، بل وصل صيته إلى بلدان الخليج والجزيرة .حيث واصل مسيرته في إنتاج العديد من الأشعار والألحان حتى إن لم تكن كثيرة، لكنها في مستوى من الجودة والإتقان . 
 والحقيقة أن هذا السطو على حقوق الفنان سعيد يُمين ، سيصاحبه طوال حياته الفنية، فبعد أن ذاع صيته، كشاعر وملحن و"انتقلت أغانيه عبر وسائل الإعلام والتسجيلات المختلفة إلى دول الجوار -كمايذكر الكاتب محمد معدان- كانت من نصيب كثير من فناني الإمارات الذين طارت شهرتهم بها دون أن يعطوا الشاعر حقه المادي والأدبي، غير انه لاقى النكران منهم مثلما لاقى الهجر والنكران من الحبيب "!                  
                      7
 ربماقدر سعيد يُمين وكثيرين غيره ممن ظهروا في عقد الستينيات من القرن  الماضي ومابعده، إنهم جاءوا إلى الساحة الفنية في ظل الوجود الطاغي للشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار ، الذي كان  بصيته وشعره وألحانه وسطوته يهيمن على سماءالغناء في حضرموت،وبقية اليمن والسعودية والخليج، ملقياً بظله وظلاله على نصف القرن الأخير من القرن العشرين والعقدين اللاحقين له، وإلى أمد قادم. فبقيوا في منطقة"العتمة"، ولم يجدوا مايستحقونه من إهتمام الإعلام والنقاد.ولم ينج من ذلك إلاقلةاستطاعت أن تجد لنفسها مساحة ولوصغيرة تسجل فيهاوجودها واسمها في عالم الشعر والألحان. سعيد يُمين كان من تلك القلة لما اتسم به شعره من أصالة ونضج ناتج عن تجربة ومعاناة شخصية،وتميزت به ألحانه من جودة خرجت من طوق المحضار. لكنه لم يسلم من نسبة بعض أشعاره واغانيه التي لاقت شهرة واسعة إلى الشاعر الكبير حسين المحضار ، مثل أغنيته الشهيرة التي غناها الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه (لان من بعد ) حيث نسبها كثير من الناس للمحضار بحكم ظهورها في ديوانه ( دموع العشاق ) كما ذكر محمد معدان ،بينما هي لسعيد يُمين شعراً ولحناً.ويعود السبب كما يقول المحضار رداًعلى وجود أغان ليست له في ديوانه المشار إليه ،انه لم يجمعه اويشرف على إصداره شخصياً،لكن جُمعت من بعض محبيه في بلاد المهجر ! لكن كما يقال" سبق السيف العذل والضرر حصل. وليس سعيد يُمين وحده من عانى من الظاهرة المحضاريةإذ نالت آخرين أيضاً، لكن لا ذنب فيه للمحضار ...                   
                        8
 يعزو البعض إلى سعيد يُمين شخصياً ظهور ماأسموه بالأغنية "الديسية"، نسبة إلى الديس الشرقية بلدة الشاعر والملحن ، ومن هؤلاء الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي في مقال كتبه في الذكرى العشرين لرحيله في (22 ابريل 2000) فيرى أن سعيد يُمين جعل للديس فناً مميزاً تفتخربه، ومدرسة متميزة لها روادها وملحنوها، البعض عاصروه والبعض جاءوا بعده.ويشير الغرابي،أن سعيد يُمين أسمعنا مقامات غنائية تميز بها اللون الديسي عن غيره من الوان الطرب الحضرمي،ويستشهد بألحان سعيد يمين:(جميلي زرعته، عانك الله يا نازل بحور الهوى. ما بنساك ياغالي، الله حسيبه خفيف الروح) التي لحنها سعيد يمين كمثال على ذلك.
ويوافقه سعيد الغرابي في مقال أخير له في صحيفة (النداء) لصاحبها ورئيس التحرير الصديق العزيز سامي غالب، حيث "يعتبر سعيد يُمين رائد الأغنية الديسية، وهو دون غيره من نقل هذه الأغنية من نطاقها المحلي الضيق إلى أماكن بعيدة ومساحات شاسعة، حتى جعل يتغنى بكلماته وألحانه كبار الفنانين". 
 لكن لايتفق مع هذا الرأي آخرون يرون أنه حكم مبكرسابق لأوانه.وأصحاب هذا الرأي يقولون: لم نسمع بأغنية شِحرية رغم كثرة الإنتاج هناك ولا مكلاوية اوغيلية.ويزيدون على ذلك:توجد أغنية مصرية، وسورية ومنها القدود الحلبية، ولبنانية ومنها الصوت الجبلي ، وعراقية ومنها المقامات العراقية، ويمنية. وضمنها تأتي الألوان الغنائية الحضرميةواللحجية واليافعية والصنعانية،لكن لم نسمع بأغنية دمشقية اوقاهرية اوبغداديةالخ. نعم توجد أغنية عدنية لكن هذه لها ظروفها وأسبابها التي نشأت وتطورت فيها كلونِِ غنائي جديد.  ويفضل أصحاب هذا الرأي إستخدام
" الغناء القادم من الديس بدلاً من"الأغنية الديسية"، ويقولون انه لا يختلف في شيء عن الغناء السائد في الساحة الحضرمية، فهو يستخدم نفس الإيقاعات ونفس المفردات باستثناء تلك الموغلة في محليتها ونطقها الديسي الخاص المختلف عن المناطق الأخرى....صحيح انها أضافت كماً وفيراً من الأغاني لكنها لم تشكل لوناًونمطاًخاصاً بها مايجعلها إضافة مميزة عن الأغاني السائدة في الساحة! لهذايُمكن إدراج ألحان الملحنين من الديس الشرقية في إطار التنوع في التلحين  في الإطار العام السائد،  وهي ألحان تتميز دون شك بجمال المفردات ماشكل وحدة جميلة إنسجاما بين الكلمة واللحن.
باختصار كنا سنفرح كثيراً لو اننااستطعنا خلق لون جديد في الغناء ،لكن الأمر ليس بالسهولة التى قد نتصورها أحياناً. وليس في هذا الرأي انتقاصا من جهود الملحنين والفنانين من الديس الشرقية    في الارتقاء بمكانة الديس في الأغنية الحضرمية.              
                       9
 ● كان ظهور سعيد يُمين في ستينيات القرن العشرين الماضي إشارة إلى ميلاد شاعر غنائي وملحن يمتلك كل مقومات النجاح، متمكن من أدواته الفنية،يعزف العود والناي والإيقاع التي تعلمها بجهده الخاص ، سرعان ماتلقف الوسط الغنائي
أغانيه وتقبله الجمهور في حضرموت، وانتقلت منها إلى عدن وبلدان الخليج والسعودية وبلدان عربية اخرى، ولفت أنظار واهتمام فنانين كبار غنوا له .
● فغنت له هيام يونس"الله حسيبه خفيف الروح". وحسين الجسمي وعلي بن محمد "جميلي زرعته".
●وغنى له ابوبكرسالم بلفقيه"عانك الله". و بعد الشهرة والانتشار الذي لقيته  أغنية"لان من بعد ماذوب فؤادي بحبه"
  طلب أبوبكر سالم ألحاناً واغان أخرى لسعيديُمين،فجرى تسجيل شريط من ست اغان من اشعاره وألحانه،وإرساله إلى ابوبكر.وقام بالعزف نديم عمرالمضي  وحسن وسالم السباعي وآخرون في بيت عمي عمرمحفوظ المضي في المعلا.
● وعلمت من أحد الاصدقاء ان سعيد يمين رفض عرضاً من أحدالخليجيين قدم له - بواسطة صديق في عدن - ببيعه كلمات وألحان بعض أغانيه مقابل تنازله عن حقوقه الفكرية، على أن ينسبها "الخليجي" لنفسه كشاعر ويغنيها اخوه وعرض مبلغاً سخياًمقابل ذلك، لكن سعيد يُمين الذي يعتز بنفسه وفنه، ورغم الضائقة والظروف الصعبة التي كان يمر بها لم يقبل هذا العرض، بل رفضه جملة وتفصيلاً.
 ●وإلى جانب سعيديُمين ظهر ملحنون آخرون من الديس الشرقية، منهم سالم سعيد جبران الذي شكل مع الشاعرالمعلم حميدان ثنائياً جميلاً وناجحاًوهوأقربهم سناً لسعيد يمين ومن الذين عاصروه وكان يرتجل الألحان لرقصة العدةقبل أن يعرف كملحن للأغاني.وربما يصح القول هنا أن سعيد يُمين استفاد كملحن من ملاحظات الآخرين رغم انه قد أصبح معروفاًويشار له بالبنان. كما ظهر عبدالله حسين الطفي الذي لحن للمعلم أيضاً، وملحنون آخرون منهم :أحمدمحفوظ الحداد، ونديم عمر المضي ، والدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي وغيرهم.
●آخر رائعة من روائعه شدى بها الفنان  محفوط بن بريك "انتم اغلى الحبائب". لسعيد يُمين اخ واحد اسمه فرج، أول من تدرب على تصليح مكائن السفن بعد ان حول باشنفر، أسطوله من السفن الشراعية إلى السير ب "المكن" حيث تعاقد مع الميكانيكي الإيطالي"قتلدينو"
لتدريب طاقمه، وتخرج من تحت يدفرج يُمين كثير من "اجنيرات" - السفن من الديس (وتعني مهندس ).ويبدو ان جينات الفن كانت تجري أيضا في شقيقه فرج الذي كان بارعاً في رقص الشبواني والعدة،وظهر مع آخرين في تلفزيون عدن (ايام الأبيض والأسود)
وهم يؤدون رقصة على أغنية "حبايبي رحلوا"وقد لفت رقصه حينها نظرالكاتب عمر الجاوي فكتب عنه عموداًفي"صحيفة
 14اكتوبر" يشيد فيه بادائه الرائع. 
 ●توفي سعيد يمين في 22 إبريل سنة 2000م في نفس العام الذي توفي فيه الشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار، والفنان القدير بدوي الزبير ، فكان بحق عام حزن عميق فقدت فيه حضرموت ثلاثاًمن كبار مبدعيها في الشعر والغناء.