النهاية التي لا تنتهي
[ نقطة من حبر : حكاية شعرية هي نقطة الإرتكاز الأساسية في قصة لي عُنوانُها يتَصدَّرُ مجموعتي القَصصية : *« إرجعي، إرجعي يا سلمى!»* الصادرة عن دار الجليل _ دِمَشق 1987م ] .
في قَرْيَتِنا وادٍ ... وَحْشٌ كاللَّيلِ وكَالحَيَّةْ
وخُرافيٌّ حتَّى العَظْمِ يموتُ مَرَّةْ، وَيَحيا
أكَـلََ الـوادي سَلْـمَى فـبَكَـتْ كُـلُّ الـقَـرْيَـةْ
★
كانـت سلمـى قمَـراً فـأحبَّ القـمـرَ الفِـتيَةْ
تُضيئُ القـرْيةَ وتَرعَـى من يفـتَقِـدُ الـرِّعيَ
وتَروي لأطفالِ الحيِّ حَكايا الأمسِ الحيَّةْ
وإذا ظَـهَـرَ الـنـجـمُ ، تـخـرُجُ لَـيـلاً خِـفـيَةْ
تطـوفُ بُـيوتَ الوادي لتَغـزِلَ حُلمَ الصِّبْيَةْ
بعَـروسٍ مِثـلَ القـمرِ أو قـمَرٍ يُشـبِهُ سَلمى
وتُـغَنِّي لمَـهـدٍ يـأتي ويذهبُ حتى النَّجمةْ
★
ويَوماً أضاع قاسمُ شاةً إذ أمطرت الدنيا
قاسـمُ إبـنُ القـريةْ ، وفَـتَىً مَوفورُ البِنيَة
فـأرسلَ عـنهُ سلمى تُـفَـتِّشُ وجَهَ القـرْيـةْ
وتنضو جُيوبَ الوادي فإذا الوادي .. يحيا!
فجأةً..! أظلَـم وجـهُ الـدنـيا , وفي العَـتمَة
مَـدَّ الـوادي يـديـهِ ، سـرَقَ الـدُّرَّةَ سلْـمـى!
★
خرَجَتْ كُلُّ القَرْيَةِ لَيلاً بِفَوانيسٍ خنَقَتها الظَّلْمَةْ
والـبَـرْقُ يَكادُ يقـتُلُـها حِينَ يُفَجِّـرُ قَـلْـبَ العَتَمةْ
تُفَتِّشُ عن قمََرٍ ضائعْْ! ... أضَعناهُ فأضَعنا الحُلُمَ
إذ ترَكنا الرِّعيَ لقاسمْ وما قاسَمناهُ سِوى التُّهمَةْ
هتََفَتْ كلُّ القَرْيَةِ : سَلْمى! واهٍ أكَلَ الوادي الكلمَةْ!
🔳🔳