إلى صديقي في المجلس الانتقالي

   كل الذي ورد في المنشورات التي ارسلتها لي يا صديقي، "حول ان الزيود ليسوا سنة وانهم شيعة اقحاح"، هو بالتأكيد من فعل الوهابيين ومن فعل بعض من الأخوان المسلمين، وهذه الكتابات هي من عدة الحرب التي شنها ويشنها الغرب الامبريالي عبر ادواته الخليجية و"البعض أخوانية"..
وإلا فالزيود قد عاشوا بيننا منذ قديم التاريخ، ما كنا نقول عنهم هذا من قبل، أبدا.. كنا نرى أن لا فرق بيننا وبينهم.. نتزوج منهم ويتزجون منا.. ندرس في مدارس واحدة ونصلي في مسجد واحد، لاخلاف بيننا وبيهم سوى انهم يسربلون ونحن نضم، وهم يضيفون في الأذان "حيا على العمل" ونحن لا نضيف، و هم يصلون على النبي وآله ونحن نصلي على النبي فقط، وإذا اضفنا في بعض الحالات "اهل البيت" نضيف معهم "الصحابة".

   ◾ خلافنا يا صديقي، ليس طائفيا، خلافنا حول صيغة الوحدة اليمنية، نحن نريد ان نفك الارتباط مع الشطر الشمالي (ليس كرها بالوحدة)، ولكن لأن صيغة الوحدة القائمة وهي وحدة اندماجية في إطار تعددية سياسبة وحزبية، وابناء الشطر الشمالي تعدادهم السكاني 5 أضعاف تعدادنا في الجنوب، والوحدة الاندماجية وفي مناخ الديمقراطية التي صاحبتها ليس مناسبا لنا كاقلية سكانية، فالديمقراطية لاسيما عند التصويت على الفرارات تحسم بالتصويت العددي. 

   .. كان انسب لنا لو اخترنا الوحدة او الاتحاد الكونفدرالي، وللتذكير فقد طرح وفد الشطر الشمالي هذه الصيغة في مباحثات الوحدة عام 1989م لكن وفدنا وقيادتنا رفضت إلا ان تكون "وحدة اندماحية".. وإذًا فالخطأ من عندنا، فلا نحاول ان نركب عليهم اخطاء بالكيد، ومؤخرا صرنا نحملهم مستمسكات طائفية.
فما علاقة انهم سنة او ليسوا سنة او حتى خارجين عن الدين الاسلامي بقضيتنا الجنوبية، وهي قضية سياسية اجتماعية معيشية بحتة.

   تريدوا فك الارتباط، فلتكن اولا:
   - باعتبار اننا دولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، لا دولة "الجنوب العربي".. وليستوعب من يطالب بفك الارتباط بمسمى "الجنوب العربي" أنه مخطئ لأن هذا المسمى انتهى بانتهاء "اتحاد الجنوب العربي الفدرالي" في 1967م، ونحن دخلنا الوحدة بهويتنا القطرية اليمنية التي تجسدت بثورة 14 اكتوبر 1963م وباسمنا بعد استقلالنا من بريطاتيا في 1967م.

ثانيا:
   - ان نتباحث سياسيا وحضاريا مع الإخوة في الشمال لا ان نتناحر حربيا او طائفيا معهم.
- وتذكر ان بعض من في الشمال، وبالتحديد الأخوان المسلمين والسلفيين، كانوا يتهمونا بأننا "شيوعيين" ونحن لم نكن كذلك، كنا فقط ننتهج سياسيا آيديولوجية الإشتراكية العلمية او ما كان يُسمى "الماركسية اللينينية" كإطار شكلي وليس بتعمق وحرفية "الحزب الشيوعي السوفيتي".. ولم يفدهم ذاك الاتهام كما لم يضرنا نحن.. واليوم "بعضنا" يتهم "بعضهم" انهم "ليسوا سنة" وهذا لا يفيدنا ولا يضرهم بالتأكيد.

ثالثا:
   - لو ان "فك الارتباك" مع الشطر الشمالي صعب. أو كما يبدو يستحيل تحقيقه الآن، لماذا لا نتحاور وإياهم على تعديل صيغة الوحدة؟ 
.. نتفق على ان تكون كونفدرالية، ونقنع اولا شركاءنا في ما تسمى "الحكومة الشرعية" بذلك أن يغيروا ققط الصيغة الفيدرالية التي يتبنونها إلى كونفدرالية.
مع محبتي.

     نصر صالح
     13 يوليو 2024

أخبار متعلقة