ذهبت ليلة البارحة ومعي العزيز العميد عبدالكريم قاسم شائف العيسائي إلى المدينة التاريخية القديمة الجميلة كريتر لتقديم واجب العزاء للزميل والصديق الصحفي العدني الكبير نجيب صديق رئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر السابق الذي فتح مجلس العزاء في مقر التجمع الوحدوي المعروف بحزب طيب الذكر الفقيد عمر الجاوي رحمه الله وطيب ثراه. جلست على يمين الزميل نجيب وكان المكان العتيق مليان بالمعزين من مختلف الشرائح المجتمعية العدنية وغيرها .. أخبرني أن الزميل الصحفي الانتقالي الحر صلاح السقلدي كان متواجدا واعرف صلاح أنه أول من يأتي في مثل هذه المناسبات الاجتماعية والإنسانية. وبعد ساعات من مغادرتنا مجلس العزاء بعث لي تغريدة كتبها السقلدي أبرز مافيها حال مقر تجمع الجاوي الذي يفتقر إلى أبسط المقومات بما في ذلك مراوح السقف . كما أشار ..

شخصياً لي ذكريات جميلة مع المكان والزمان فقبل ثلاثة عقود كنت أذهب للمقيل فيه وهو في اجمل وضعيته وفيه اجمل الوجوه الجميلة على رأسهم الراحلين الجاوي ود عبدالرحمن عبدالله وحامد جامع وايضا الرائع سعيد عولقي والى منصور اغبري مازالا احياء وأغلب المرات أبيت هناك أن لم اعود الى مقر صحيفة الراية في منطقة فتح . وبجوار المبنى كانت أشهر المطاعم المفتوحة حتى صلاة الفجر. تشم رائحة السمك والصانونة من داخل المقر . انقطعت بعد غياب روائد التجمع طويلا باستثناء قبل نحو عام في عزاء الفقيد المفكر الكبير ابوبكر السقاف. وحضر الصديق العزيز السفير الدكتور علي عبدالكريم وهو ماتبقى من رائحة الجاوي مع الدكتور عبدالله عوبل .
وقد وجدت المجلس والمقر تغير إلى وضع مؤلم . لم تعد الا بقايا ذكريات من زمن جميل ذهب .كان امامي البارحة اثنين من اجمل الزملاء الصحفيين المخضرمين ومن الزمن الذهبي الجميل هما احمد علي مسرع وشغل نائب مدير تحرير صحيفة 14 اكتوبر في السابق وبجواره الرائع سالم الفراص من اشهر الصحفيين والكتاب ومازال .
كنت اركز على حال احمد علي مسرع المتعب والذي صار متقاعد براتب ثمانين الف ريال فقط. فيما مازالت صورة الفراص افضل رغم المعاناة. وقبل أغادر طلبت من الأخوين العميد عبدالكريم ونجيب صديق عمل صورة وانا انتقل الى وسطهم ونشرها في هذا المقال . اكتشفت من الزميل نجيب صديق الذي يقع منزل أسرتهم بالقرب من مقر التجمع أن المقر بني عام 1824م .اي مر عليه قرن من الزمان. وحسب معلومات نجيب كان مقر لنادي الحسيني ثم انتقل الى مقر لنادي الشرطة والذي انتقل الى معسكر النصر وايام الوحدة أسس الجاوي حزب التجمع الوحدوي وكانت عدن حافلة بالمباني الحكومية فسلم له وتم تمليكه لحزب التجمع الوحدوي تجمع الجاوي..
قلت للاخ نجيب لو تم عرض وضع المقر وتحديدا شراء فرش وبعض الإصلاحات على أحد رجال المال والأعمال وأقصد يافع اعتقد سيتفاعل .وبالذات حين تذكر اسم الفقيد عمر الجاوي .لكن المشكلة في اسم الحزب سيتراجع حين تقول مقر التجمع الوحدوي وزاد اليمني هههههههههه.. ياه ما اجملها من ايام وذكريات في هذا المبنى الذي يعتبر أحد معالم المدينة التاريخية الحضارية المدنية الحبيبة عدن . عند زيارتي الأخيرة إلى الكاتب السياسي الساخر مؤلف مسرحية التركة الشهيرة سعيد عولقي في شقته بكريتر سالته هل تذهب الىمقر أجاب : لم أعد اروح منذ سنوات مات اصحابي ثم وضعي الصحي تعرف إلى هناك… بقي القول مازل عندي الامل أن تبادر إحدى الجهات أو الأشخاص المقتدرين بترميم هذا المبنى التاريخي العريق . أو شراء فرش للمجلس فقد تآكل الفرش الحالي واكل منه الزمن وشرب بعد مرور 35 عاما ..سلام على الجاوي وحامد جامع ود عبدالرحمن عبدالله إلى قبورهم والتحية للاعزاء نجيب صديق وسالم الفراص وأحمد مسرع والكثير صلاح السقلدي. ولكل ناس عدن الطيبين . حتى نلتقي وإياكم سلااااااااااام