الاعتراف بالحقيقة فضيلة
املك من الدنيا ما شئت . لكنك ستخرج منها كما جئت .
اقرأوا هذه العبارة واستوعبوها وأقصد على طمع وجشع الجنوبيين وظلمهم وكراهيتهم لبعضهم البعض. طبعا ليس الكل بل الكثير وعلى رأسهم القيادات والنخب وماحولهم من المقربين . انظروا الى حال مدينة عدن الجميلة وأبناؤها يختفون ويتلاشون تدريجياً ، يطحن الأسر الجوع والفقر والقهر مما حل بهم بينما الآخرين الدخلاء عليها ينهشون في المدينة ويتعربدون بالاطقم والمصفحات ولايكترثون أو يشعرون بذنب ، عايشين في عالم اخر.. شكا الناس من نظام الرئيس السابق علي صالح بعد استباحة عدن والجنوب العام ٩٤م والاستيلاء على كل شيء..لكن ماهو حاصل اليوم من أبناء الجنوب أنفسهم أسوأ وابشع ولم يعرفه التاريخ والأجيال جيلا بعد جيل..على الأرجح يقترفون الظلم والانتهاكات ولايشعرون وكأنهم مجانين . ومن يحاول نصحهم والتصدي لهم يحولونه من وطني رقم واحد إلى خائن وعميل ، باسم الجنوب والشعارات وعلم الحزب الاشتراكي اليمني السابق يبسطون على الأراضي والمتنفسات وأخذوا البحر والجبل ومحيط الموانئ ويتقاسمون مع أبناء المناطق الشمالية الأراضي وزاد الجبايات بينما المواطن العدني لايمتلك غرفة نوم فقط ..
أخرج مع ولدي في باص مصدوم صغير وتمر بجانبي المواكب لقادة هذا الزمن معظمهم ولدوا بعد دخولي الصحافة والجيش بسنوات مشهد غير طبيعي.اخشى والله إن يطلق أحد الجند رصاصة الموت أن لم يسارع ابني يجنب بالطريق لإفساح الطريق لهذا القائد أو ذاك... أشعر أنني متصالح مع كافة الجنود واجد منهم كل الاحترام والسلام لمعرفتهم بجهودي لانتزاع رواتبهم من سلطة جائرة
مشكلتي لايسمح لي ضميري السكوت على الظلم وقهر الرجال..واقف على مسافة واحدة مع المستضعفين وأيضا رجال الدولة الصادقين .
الحقيقة أن عدن تتعرض لابشع انواع الاستباحة من القادمين من القرى والمناطق الريفية وحتى نخبها والصحفيين والإعلاميين العدانية سكتوا يتخوفون من القمع والسجون وتركيب التهم ..
وصلتني قبل مدة رسالة من الاخ العميد الركن محمود علي هيثم عبدالله وهي شبه اعتذار كان يهاجمني في التواصل الاجتماعي فقال اخي مقراط اختلفت معك بوجهات النظر في طرحك لمواضيع وقضايا مختلفة ولكن بعد وضوح الرؤية عرفت انك كنت على حق ونحن كنا نفكر تفكير خاطئ وكنت محق في كثير من الأمور ولهذا اعترف وقررت التواصل معك كوننا اخوان وزملاء في الجيش وهدفنا خدمة الوطن الجنوبي الذي انهكته الصراعات منذ العام ٦٧م وحتى الآن واشكرك في جهادك في متابعة حقوق العسكريين دون أية مصلحة خاصة تذكر
انتهت رسالة الاخ العزيز العميد محمود ومن جانبي اشكره وابشره أن يثق أننا مع كل أبناء شعبنا وسنكافح لإزالة الظلم كل ما استطعنا ونحن لا نحمل من الأحقاد ولا نكره . بل نرفض استخدام القوة وعقلية التطرف المناطقي الجهوي المقيت.. كوننا ندرك من يسيرون بنهج القرية ليسوا رجال دولة ولن يستعيدون دولة بل يدمرون النسيج الاجتماعي..
إلى هنا وأتمنى أن يقرأ الحمقى المتهورين ويغيرون سلوكهم . ويكتفون بما حصدوه من أموال . لأن لسان حال المواطن الجنوبي يقول نظام صالح ارحم ..
ونتعلم الدروس ونستفيد من التجارب الفاشلة والاعتراف بالحقيقة فضيلة . سلااااااام