قصص محزنة .. من مشاهد المجاعة في عدن
فجر امس كنت بسيارة صديقي العميد خالد الزامكي مدير مكتب نائب رئيس هيئة الأركان العامة متجهين إلى صلاح الدين بينما كنا على خط المطار شاهدت أحد اصدقائي يحمل طربال على ظهره وبالمناسبة ضابط رفيع في وزارة الداخلية الكيس الذي يحمله يجمع فيه علب المشروبات الغازية والمياه ليبيعها بثمن زهيد لايفي بحق ستة اقراص روتي.
قلت لخالد اوقف لي بجوار هذا الرجل وناديته وكان بجيبي أربعة الالف ريال فقط قسمتها بيني وبينه حاول يرفضها لعزة نفسه وتحت اصراري اخذها قال بلا احراج ياعم علي..
واصلنا طريقنا وكنت مرتاح نفسيا أنني اتقاسم مع هؤلاء المطحونين جحيم المعاناة.
مرينا على المصور طلال قاسم وحين صعد معنا سألني العميد خالد من فين تعرف اللي وقفتنا عنده قلت له هذا ضابط في وزارة الداخلية وخدمته خمسين عاما ويعيل أسرة كبيرة ويسكن في غرفتين عبارة عن صندقة بالإيجار وراتبه يأتي بعد شهرين شهر لايفي بالدقيق والأرز.
عموماً هكذا حياة السواد الأعظم من الناس في عدن والمحافظات الجنوبية .. حزنت وانا اقراء تغريدة الزميلة كوثر شاذلي وهي تنعي حال ناس عدن الطيبين المأساوي والجوع الذي يفتك باعز وأشرف الأسر فضلا عن انهيار الخدمات الأساسية. بينما محافظها احمد لملس فرحان برفع الصور وتغيير اسماء الشوارع التاريخية العريقة ..
وجهت لي عشرات الدعوات لحضور فعاليات ما يسمى معرض البن ولم اتفاعل معها واعتذر للزميل سعدان اليافعي.
هذا المعرض اهدرت فيه مبالغ طائلة والنتيجة صفر على الشمال كان بالإمكان أصحاب البنوك والتجار وغيرهم ينقذون بها المواطنين الذي يموتون من الجوع والفقر والعوز .. في نقطة جبابات حسان يسرق مسؤولي محافظة أبين على القاطرة خمسمائة ألف ريال دفعة واحدة دون اخلاق وإنسانية. وحين حاول سكان زنجبار عاصمة أبين الخروج احتجاجا على هذا الفعل الفاضح المشين خرجت عربات أمن ابو مشعل والحزام الأمني وقوات التدخل السريع ووالخ للتصدي لهم أي وصمة عار يلعنهم بها التاريخ والأجيال.
حسناً .. سنقول رحم الله علي عبدالله صالح في نظامه البائد لن يجرؤ جندي يأخذ خمسين الف ريال .. عيدروس الزبيدي وهو رئيس المجلس الانتقالي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي تمرد هؤلاء على قراره بمنع الجبايات والميازين الإجبارية الغير قانونية. والدكتور الخضر السعيدي رئيس اللجنة سجل موقفا مشرفا .لكن الانقلاب اكبر من كل المواقف.
اصول واجول في شوارع مدينة عدن واحيانا ازور بعض المحافظات واقابل المئات من الايادي ممدودة من المتسولين. ولم ارى مسؤول كلهم هاربين فقط ينهبون ويسرقون الشعب وهم خارج البلاد أو في منازلهم .. الشعب منهك من الجوع ومواقع القمامة نفذت. الموت من الجوع والمرض يفتك في الناس والمسؤولين يتفرجون ويجمعون الأموال الحرام لبناء القصور الشاهقة والعقارات ويعيشون رفاهية هؤلا هم تجار الحروب المحليين.
كلمة اختصرها في نهاية هذه السطور أن الصبر لن يطول وسينفجر ماتبقى من الشعب وستخسرون كل ما جمعتموه من أموال والتاريخ والناس تلعنكم ، اقرأوا صح ولا نامت عيون الجبناء والانتهازيين .. حتى نلتقي سلااااااااااام