مُتَّهَم خَلْفَ اَلْقُضْبَانِ
عن محمد نجيب الظراسي
محمد نجيب الظراسي كاتب صحفي حر لاينتمي لأي تيار سياسي ولاتجذبه أيآ من كل تلك المسميات الرنانة ماعدا شيئ واحد هو تلك الكلمة الساخرة التي يفرزها واقعنا المؤلم الذي نعيشة بإستمرار إنها منطقتي التي أجد فيها الأنا .
عَام بَعْدَ عَامٍ
أُزَاحِمُ أَقْدَارِي
وَحْدِي مُرْتَجَلاً
يُزَاحِمُنِي اَلزِّحَامُ
عَام بَعْدَ عَامٍ
أَعُودُ خَائِبًا صَرِيعًا مَقْتُولاً
مَطْمُورًا مُنْدَثِرًا
تَحْتَ أَنْقَاضِ اَلْحُطَامِ
عَام بَعْدَ عَامِ
أَسِيرٍ بَيْنَهُمْ
لَكِنِّي لَا أَنْتَمِي لَهُمْ
لَكِنِّي لَا أَنْتَمِي لَهُنَّ
بَلْ لِتِلْكَ اَلْأُمْنِيَاتِ
اَلَّتِي تُمْلَى فَيْضُ خَيَالِيٌّ
نَعَمْ فَيْض خَيَالِيٌّ اَلْبِكْرَ
اَلْخَالِصَ اَلتَّامَّ
عَام بَعْدَ عَامِ
مُهِمًّا صَرَعَتْنِي اَلْعُيُونُ
وَانِينْ اَلْعَذَارَى
وَتِلْكَ اَلْمُغْوِيَةِ مِنْ تَأْبَى فِي صَمْتِهَا اَلْمُدَغْدِغْ
لِرَغْبَتِي اَلشَّيْطَانِيَّةِ أَنْ تَنَامَ
عَام بَعْدَ عَامٍ
اِنْفَضَّ غُبَارِيٌّ وَذِكْرَيَاتِي
وَأَعُودُ شَامِخًا أَعُودُ رَاسِخًا
كَنُورٍ سَاطِعٍ بَازِغًا
اِنْجَلَى مِنْ عَتَمَةٍ
تَسْكُنُ أَحْدَاقُ اَلظَّلَامِ
عَام بَعْدَ عَامٍ
هِيَ اَلْأَيَّامُ اَلْمَرِيرَةُ
نَعَمْ أَعْرِفهَا جَيِّدًا
أَنَّهَا تُذَكِّرُنِي بِحَقَارَةِ هَؤُلَاءِ اَللِّئَامِ
عَام بَعْدَ عَامٍ
هِيَ نَفْسُ اَلْمَعْرَكَةِ اَلْأَبَدِيَّةِ اَلْمُسْتَمِرَّةِ
بَيْنَ صَمْتِي وَالْكَلَامُ
بَيْنَ أَنِينِي اَلْعَاشِقِ
وَضَرَاوَةُ اَلسِّهَامِ
عَام بَعْدَ عَامِ
وَالْمَعْرَكَةِ لَمْ تَحْسِمْ
لَمْ تُخْتَمْ فُصُولُهَا
وَلَمْ يَحِنْ مَوْعِدُ إِسْدَالِ سِتَارَتِهَا
وَإِعْلَانُهَا اَلرَّسْمِيُّ لِلْخِتَامِ
عَام بَعْدَ عَامِ
وَأَنَا هُوَ ذَلِكَ اَلشَّخْصِ
اَلَّذِي دَخَلَ سُبَاتُ مِنْ اَلسِّنِينَ اَلطَّوِيلَةِ
ثُمَّ فَجْأَة كَمَارَدَا تَجَلَّى وَقَامَ
كَعَرِيضَةٍ رَسْمِيَّةٍ
أَعْلَنَهَا ذَلِكَ اَلْقَاضِي اَلْمُظَفَّرْ
تُوَضِّح لِلرَّأْي اَلْعَامِّ
كُلُّ بُنُودِ اَلِاتِّهَامِ
لَكِنِّي بَرِيءٍ
لَكِنِّي بَرِيءٍ
مَهْمَا اِلْتَفَتَ حَوْلِي رَّغْبَةُ شِّرِّيرَةُ لِلِانْتِقَامِ
عَام بَعْدَ عَامٍ
