فَرَّقَاكَ
فِي صَمْتٍ تَخْفِتُ اَلرُّوحَ
يَأْفُلُ اَلشَّوْقُ
وَتَتَهَاوَى مِنِّي رَغْبَتِي
فِي تَدَنِّي
فَتُصْبِحُ
اَلْأُمْنِيَاتُ مُجَرَّدَ ذِكْرَيَاتٍ
يُلْفَضْهَا اَلْقَلْبُ
وَيُخْرِجُهَا اَلْجَوْفُ بِحُرْقَةٍ
مُنِيَ
كُلُّ أُمْنِيَاتِي
كُلَّ أَحْلَامِي
كُلَّ تَخَيُّلَاتِي
اِنْخَرَطَتْ كَفِرْقَةِ أُورْكِسْتِرَا
تَعْزِفُ لَحْنًا
لِحُزْنِي
أَضْحَتْ تِلْكَ اَلْأُمْنِيَاتِ
كَالسَّرَابِ
كَالْخَرَابِ
أَطْلَالاً لَايسْكَنَهَا سَوَّى مَارِدًا
اُوجْنِي
أَيْنَ سَاكِنِي اَلدَّارِ
وَلَمَّا رَحَلُوا
أَوْ لَا يَعْلَمُونَ بِأَنَّ اَلرَّحِيلَ
هُوَ ظُلْمٌ
بَلْ تَعَدَّى سَافِرٌ
وَتَجْنِي
تِلْكَ اَلْقُلُوبِ
اَلَّتِي لَاحَتْ فِي اَلْأُفُقِ
كَسَفِينَةِ نُوحْ
ضُنْنَتْهَا
جَاءَتْ بِجُلِّ شَوْقِهَا تَبْحَثُ
عَنِّي
فَانَرَتْ لَهَا فَنَارٌ قَلْبِيٌّ
كَضِيَاءِ عَاشِقٍ مُتَلَهِّفٍ
وَصَدَحَتْ مَلِيًّا
بِعُلُوٍّ صَوْتِيٍّ نَغَمًا
أَغْنِي
لَكِنِّي أَخْفَقَتْ
فِي قِيَاسِ اَلْأَعْمَاقِ
لِتَرْسُوَ سَفِينَتَيْ
مُضْطَرِبَةٍ
فَأَمْسَى وَحِيدًا بَعْدَ أَنْ خَابَ
ظَنِّي
وَأَعُودُ
خَالِي اَلْوِفَاضِ أَدْرَاجِي
كَصَيَّادِ أَرْهَقَهُ اَلْبَحْرُ
يَحْمِلُ شُبَّاك خَاوِيَةٍ
لَاتَسْمَنْ مِنْ جُوعٍ
وَلَا تُغْنِي