عدن يحكمها الجهلاء والطغاة
ما أقوله ليس كلام هباش وفيه مزايدة وتضخيم الأوضاع في هذه المدينة التي سلمت أو بالأصح غزاها بشر ظالمين يعيثون بجمالها وهدوءها وسكينتها ومدنيتها ورقيها وحضارتها بلا رحمة ولا ضمير أو ذرة اخلاق وإنسانية.
يتفرج أبناء عدن المسالمين الطيبين إلى ما يحصل في مدينتهم من مظاهر مجنونة وظلم وبطش وسلب ونهب وانتهاكات الكرامات منذ تسع سنوات ومازالوا لم يصدقون أن هذا صار واقع حقيقي وليس افلام هندية .
من اين اتت هذه الزعامات والقيادات العسكرية والأمنية المتوحشة التي تفتك بالمساكين وتسلب حقوقها وتهدم بيوتهم أمام أعينهم بلا رحمة أو خوف من الله
مرت على عدن احداث وصراعات وموت ودماء سفكت وارواح زهقت طوال نصف قرن .لكن تنتهي في غضون أسابيع وتعود الدولة والحكومة تقط الحديد وتطبع الأوضاع
مرت على كاتب السطور مشاهد بشعة وأهوال .لكن لم ارى ماهو حاصل خلال التسع سنوات من الحرب مع مليشيات الحوثي الانقلابية فقد صارت عدن مدينة مستباحة يلتهم فيها صاحب الاطقم والقرية الضعيف وينتهك محرماته أمام مرأى ومسمع قيادة المجلس الرئاسي والحكومة الميتة والأهم المجلس الانتقالي المسيطر بالحديد والنار منذ اغسطس ٢٠١٩م
لم يعد صوت قوي لابن عدن سياسي أو حقوقي أو صحفي وإن ظهر أحدهم يستنكر يخاف من بطش الطغاة..
حسناً كل هذا يحدث خارج قناعات محافظها الطيب احمد حامد لملس . نعم وخارج إرادته ..يعرف أنه شبواني ويكابر أنه يحكم عدن بمجرد اسم محافظ وانا اعرف وغيري أنه لايستطيع أن ينصف مواطن ويعيد له حقه الذي أخذه ضابط انتهازي استغل المرحلة وفتك وامعن في الظلم بشكل غير طبيعي.
والله انتي احترم احمد لملس لانه كان رجل دولة وغير راضي بمايحدث .لكن يؤسفني سكوته وهو يدرك عدم قدرته على زجر عسكري يتعربد بالمدينة المسالمة .كم دعيته تقديم استقالته مع ذلك اعذره.. عاتبني الوكيل الشاب رؤوف السقاف من نقدي لادارة المحافظ لعدن . وقال اجلس معه ومن جانبي لا أمانع لكن لاجدوى في ذلك فهو يعاني من تعدد حكام عدن حتى أنه صار مهاجر خارج الوطن
لايستطيع فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي وهو رئيس إعادة ممتلكات مواطن من ضابط صغير ولا عيدروس الزبيدي وهوه رئيس المجلس الانتقالي أن يوقف تهور وطمع جماعته في اقتحام اراضي وبيوت المواطنين ونهب ممتلكاتهم . لماذا لأنه مكبل وفتح شهيتهم وان حاول فسيتخلون عنه ويبقى وحيدا وهذه التجارب الفاشلة للأنظمة والحكام ولم يستفاد منها
عدن أصبحت قرية نائية متخلفة لم تعرف في تاريخها المعاصر أسوأ مما يحصل اليوم .. حتى الكتاب والصحفيين يخافون نقل مظالم المواطنين والجرائم التي تحدث بشكل يومي .
فتحي بن لزرق يرقب كل حرف ويسقط ذكر اسم مسؤول مجرم تجنبا اقتحام مقر صحيفته والزج به في أقبية السجون ..
شخصيا لا اتحمل واسكت .اكتب وحين أخرج منزلي والله اني لا اصدق العودة إلى اسرتي سالما ارى الموت في الطريق امامي .أما التهديدات والتخوين والسب والشتم فقد أصبح خبزنا اليومي ومع هذا افتخر أنني مازلت اتمتع بقناعاتي التي لا تخضع للمال والارتزاق .
الحمد لله أنه لم تسجل علي واقعة استلام مال أو حتى حصولي على أرضية ابني عليها مسكن طوال أربعين عاما من عملي في الاعلام والصحافة العسكرية. والى اليوم رغم أن هذا حق مكتسب هؤلاء دعاة النضال الجدد يجمعون الأموال والجبايات ورواتب الجنود ويفتحون المشاريع الاستثمارية والعقارات ويشيدون القصور في الداخل والخارج ويتفاخرون بنهب المال الحرام
.. لعنة الله عليهم الف لعنة ولعنة
الى هنأ اكتفي بهذا القدر وحتى نلتقي وإياكم .. سلااااااااااام