المجلس الإنتقالي الجنوبي يؤكد.. ولكن إلى متى؟
قالت اليوم هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي : ( لابد من وضع إطار تفاوضي خاص للقضية الجنوبية في مفاوضات وقف الحرب والعملية السياسية).
ممتاز هذا التأكيد على وضع إطار تفاوضي خاص بالقضية الجنوبية في مرحلة وقف الحرب والتي هي جارية الآن فعلاً... لكن متى سيتم عمل هذا الإطار؟ فمفاوضات وقف الحرب مستمرة منذ شهور بدون مشاركة جنوبية وتوشك على نهايتها ؟.. فوزير الخارجية السعودي الأمير بن فرحان أقـرَّ قبل أيام أن بلاده منخرطة وحدها لا شريك لها بحوارات مع الحوثيين و أن هذه الحوارات تحرز تقدُماً.. وأكد الوزير كلامه اليوم من موسكو مضيفا إليها: (هناك جهود قائمة للوصول إلى وقف إطلاق نار بشكل دائم، ومن ثم إطلاق حوار وعملية سياسية بين الأطراف اليمنية تنهي الأزمة).
فمع كل هذه التأكيدات على أن مرحلة مفاوضات وقف الحرب مستمرة بين الطرفين فماذا بوسع الانتقالي عمله إن أستمرت هذه المفوضات بدونه؟.
فهل سيكتفي بالمطالبات كما فعلت اليوم وتكرره دوما هيئته الرئاسية وتصريحات قادته؟ ...وهل ثمة خطط بديلة لديه للتعاطي مع مثل هذه المواقف الجاحدة من الشركاء الإقليميين فضلا عن المحليين؟ عِـلما أنها مواقف كانت بالأصل متوقعة الحدوث ..والمصيبة الأكبر إن كان الانتقالي لم يتوقع حدوثها.
...فتغيبب الطرف الجنوبي بهذه المرحلة الحاسمة ستضعه فوق طاولة المشورات النهاية مجرد كمالة عدد.. هذا مع يقيننا أن ثمة خطط لإشراك المجلس الانتقالي فيها ولكن ليس لوحده بل وليس الى جانب قوى جنوبية وشخصيات جنوبية من الداخل والخارج مؤمنة صراحة بالحق الجنوبي بل الى جانب قوى هلامية عديدة (فسيفسا جنوبية) تمثل معظمها كيانات مستنسخة افتراضية وبعضها تنسل من جراب الأحزاب لا وزن عسكري ولا سياسي لها ولا تتمتع بأي حضور شعبي على الواقع بل ولا تعترف اصلا بالقضية الجنوبية كما حدث في مراحل استحقاقية سابقة لإحداث حالة من التشويش ولتزييف الواقع.