ما أشبه النصر بالبارحة
استفز انتصار شبوة الأبية، قيادات الاخوانجية، بما فيهم الميسري الذي انتفض؛ فحلق دقنه وشاربه وارتدى بدلته الافرنجية وطوّق رقبته بـ(كرافتة) وجلس خلف طاولة مطبخه ووضع علم دولة انتهت صلاحيتها، ليهرطق، بأضغاث أحلامه التي يكررها دائماً، على منابر اعلام سافرة الموقف القبيح، متباكياً على أحداث اغسطس 2019م في عدن، تلك الاحداث التي زلزلت الأرض تحت قدميه وجعلتها تمور به موراً ليُدعُ إلى خارج هذه البقعة الطاهرة دون رجعة.
أحداث أغسطس 2022م، في شبوة ذكّرت الميسري، الحزين، باحداث أغسطس 2019م في عدن ويالها من صدف جميلة ومشهديات تاريخية لها دلالاتها العظيمة. أليس ما يحدث اليوم، في شبوة، يؤكد بأن شعب الجنوب موحَدٌ، ليس في تاريخه الجغرافي، فحسب، وإنما في عقيدته ومواقفه ونضاله وإصراره على النصر، أيضاً، على كل ما هو باطل يتنافى مع مبادئه واهدافه؟! شعب الجنوب، أيها البلهاء، منذ آلاف السنين، جبل على الدفاع عن أرضه، اقرأوا التاريخ وستجدون أن الدويلات القديمة في الجنوب وملوكها وسلاطينها وحكامها، لم يحيدوا عن الاستماتة في ميادين القتال دفاعاً عن اراضيهم ولم يذكر التاريخ، قط، اعتداءهم او غزوهم لدويلات أو شعوب أخرى، على مدى التاريخ.
إنني على يقين بأن الله سينصرنا على هذه الحثالات، لأننا أصحاب حق وحتماً سيعود الجنوب شامخاً أبياً، على أيدي أبنائه المخلَصين الذين يجاهدون بأنفسهم قبل أموالهم، ثمناً لحريته وسيذكرهم التاريخ، أبطالاً أفذاذاً نالوا الفوز العظيم عند ربنا، بإذنه تعالى.
بالأمس انتصرت عدن واليوم تنتصر شبوة وغداً حضرموت والمهرة وستُنظف كل بقعة في الجنوب وإن غداً لناظره قريب.