الصـراحة كالنحـلة بــــ عـسلهـا ولسعـها
طالما وقد تصدرتْ بعض القيادات الجنوبية -دون الشمالية- غداة تشكيل مجلس القيادة اليمني الحديث عن استئناف الحرب ضد الحوثيين ودخول صنعاء، فمن المنتظر أن نسمع من تلك القيادات الجنوبية موقفا وعملا صريحين من إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من سيئون ووادي حضرموت والدفع بها صوب صنعاء. مع أن كل الأصوات الشمالية وكذا الخليجية تتحدث اليوم عن ضرورة فتح قنوات حوار مع الحوثيين، وأن العمل العسكري قد أثبت فشله- بحسب تأكيدات الاحزاب اليمنية والدول الخليجية بما فيها مجلس التعاون الخليجي نفسه-، ولكن نقول انه طالما وتلك القيادات الجنوبية تُـصرُ أن تكون ملَـكية أكثر من الملك،لغرض مبهم في وقت تتعالى فيه دعوات السلام، فحريا بها ألا تشعر بالخجل أمام مجلس القيادة وأمام الراعي الخليجي تجاه موضوع إخراج القوات الشمالية من حضرموت خوفا من تهمة إفشال مخرجات الاخيرة لمشاورات اليمنية اليمنية او تهيبا من غضب احدهم ، خصوصا بعد أن أصبح المجلس الانتقالي جزءا من مجلس القيادة اليمني وشريكا سياسيا بالشرعية ،وهي الشراكة التي نأمل ألّا تحتوي المجلس وتزعزع خطابه وقناعاته تجاه القضايا التي ينتصر لها، أو يغرق في بحر المغريات التي يسيل لها بغزارة لُـعاب البعض من القيادات.
فمهمة القتال بالشمال مناطة بتلك القوات الجاثمة على ثروات حضرموت و ببندقية الاحزاب إن أرادوا حقا القتال وليست مهمة الجنوبيين. ليست مهمتهم تحرير الشمال من الشماليين،مثلما نقولها منذ ثلاثة عقود ان ليس من شأن الشمال تحرير الجنوب من اهله.
اولوية الانتقالي وكل الجنوبيين انتشال الجنوب من وضعه السيئ وترميم جبهته الداخلية بمد جسور التواصل والحوار، خصوصا وهو أي الجنوب أمام تحديات كبيرة بعد شراكة المجلس الانتقالي بالسلطة، وهي الشراكة التي سيكون فيها الجنوب وعدن بالذات ساحة لنشاط محموم ومحفوف بالريبة من مجلس القيادة في قادم الأيام- وما سيترتب على ذلك من خلط أوراق ومن تعديل للأوليات.ولذا نقول إن جهود القيادات الجنوبية اليوم يجب أن تُـكرس باتجاه إعادة بث الروح بالجسد الجنوبي المنهك من خلال إعادة الخدمات وضروريات الحياة التي سلبت منه عنوة،وفتح قنوات تواصل جادة مع كل الأطياف الجنوبية-تماما كما يفعل الانتقالي اليوم مع القوى الشمالية،-ومنها تفعيل دعوة الانتقالي للحوار الذي أصبح هو وكل الجنوب بأمس الحاجة لها أكثر من أي وقت مضى لتكاتف الجهود والطاقات بعد التغيرات التي شهدتها السلطة المسماة بالشرعية وبالذات مؤسسة الرئاسة وما ستفرزه من متغيرات على الجبهة الجنوبية بعودة جموع جنوبية غفيرة من كنف تلك السلطة الى المظلة الجنوبية وضرورة استيعابهم والترحيب بهم، بدلا من الإنشغال بتحرير صنعاء من أهل صنعاء ومأرب من اهل مارب، فاهل صنعاء أدرى بشعابها وشعبها.