لنصحح واقعاً أصابنا بالخجل
المشكلات التي تواجهنا هي نتاج خلل دام لفترة طويلة ولا أستبعد ابدأ نظرية المؤامرة من الداخل فبلدنا ليست مدينة افلاطون الفاضلة وليست الجنة التي لا يسكنها الشيطان .
هناك أخطاء ارتكبها اولو الأمر وأصحاب القرار اوصلونا من خلالها لهذا الحال المخزي واللعين .. وبنفس الوقت لا استطيع ان أصف الكل بالشياطين فهناك من قدموا أرواحهم لأجل الوطن واهله ولكن كرسي السلطة اغواهم وجعلهم في قالب الجاني رغم أنه مجني عليه من زمن ليس بالقليل .
للأسف بعض المناصب في بلادنا أصبحت وصمة عار على جبين صاحبها فهي مفسدة لما مضى وحمل ثقيل لما هو آت .. وأعتقد بأن التضحية من أجلها مغامرة تحتاج لقدرات خارقة خاصة في هذا الوقت العصيب إلا إذا كان المسؤول قادرا ولديه قوة داخلية يستطيع من خلالها إصلاح ما أفسده الدهر .. مسؤول لا مكان له في شرنقة الخوف التي ينسجها له من فقد مصالحه وعجز عن تحقيق خريطة الاستفادة المستقبلية في فترة زمنية بسيطة.
كلماتي هذه لا تعني بأني أحمل بداخلي حالة من الإحباط وإنما هي واقع يجب مواجهته لكي لا نضع رؤوسنا في الرمال كالنعام.
حالة لوغاريثمية نمر بها الآن من الصعب فهمها.
شعور ينتابني دائما يوحي لي بان الكل مجني عليه حكومة وشعب فنحن من يزرع اللغم ومن ينكوي بناره إضافة إلى أننا في اول الأمر رمينا كل الأخطاء على عاتق المؤامرة والسقوط الأخلاقي والسياسي للبعض وسلمنا بهذا فاصبحنا في موقف المستضعفين لا حول لنا ولا قوة وزاد الطين بلة عندما جمعنا خيبات فشلنا وسلمناها لدول التحالف وارتضينا أن نعيش جميعا على كراسي المتفرجين مكبلين بسلاسل من غيظ ونار .
كل القدرات مكتومة ، كل الحلول مفقودة، كل الاحتياجات معدومة ، كل الامنيات مكلومة ، كل الاحلام مذبوحة ، كل المحاولات مسلوبة .
في مثل قديم يقول من ربط رقبته الف من سحبه ..
هذا واقعنا للأسف ومن يريد تحسين الحال عليه تغيير نفسه أولا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. أنظروا لاخطائنا واعيدوا برمجتها ، صححوا سلبيات أعوام مضت لنصحح واقعا لعينا أصابنا بالخجل.