حـرب اليمـن.. الى أين؟
عملية اليوم التي استهدف الحوثيون بها ابو ظبي بهجوم عسكري هو الأول من نوعه إما وعجّــلت بوقف الحرب او على اقلها خففت من ايقاعها المتصاعد إن آثرت الإمارات السلامة حفاظا على اقتصادها المزدهر و المعتمد أساسا على ميزة الاستقرار التي تجلب الشركات الأجنبية ورؤوس الأموال والاستثمارات الهائلة والسياحة وغيرها من روافد الاقتصاد ودخلت في تسوية سياسية شاملة مع الحوثيين ضمن مظلة التحالف والقوى اليمنية المناوئة للحوثيين بالشمال وبالجنوب او دخلت مع الحوثيين في تفاهمات من تحت الطاولة تقضي بخفض التصعيد بينهما كما كانت التفاهمات الغير معلنة بينهما قائمة طيلة السبع السنوات الماضية إن رأت استحالة التوصل إلى تسوية شاملة مع الحوثيين بمعية شريكها الرئيس بالتحالف( السعودية) وباقي الشركاء المحليين، وإما زادت هذه العملية من إذكاء نيران الحرب ولمساحات جغرافية أوسع نطاقا داخليا وربما اقليميا وبأساليب أكثر دموية وتدميرا ولسنوات أخرى إن سلكت الامارات درب المواجهة حتى النهاية مع الحوثيين،الذين باتوا يتصرفون مؤخرا وفق منطق: أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ؟.
الحوثيون ظلوا طيلة السبع السنوات يتحاشون ضرب العمق الإماراتي وجعلوا الهجوم عليها مؤجلا على أمل أن يحيدوا من نشاطها العسكري ضدهم بعض الشيء وحصر صراعهم مع السعودية وانسجاما مع الموقف الإيراني اللين تجاه أبوظبي، وقد استطاعوا كسب ذلك إلى حد كبير مستفيدين من فتور العلاقة بين قطبي التحالف" السعودية والإمارات،" ولكن عودة هذه الأخيرة بقوة الى لعب دور فاعل عسكريا وسياسيا وفي شبوة تحديدا وصوب مأرب بطلب سعودي وتلقيهم أي الحوثيون خسائر واضحة في شبوة عبر قوات جنوبية مسنودة بقوة من أبوظبي حمَـلَ الحوثيين على تنفيذ ما ليس منه بد مع الإمارات واتخاذ القرار المؤجل.
أطراف الصراع جميعها تُمـرُُ بمنعطف حاد للغاية، فبرغم الإنهاك الذي يعتريها ويقينها من حقيقة ألا حسم عسكري وألا منتصر حقيقي بهذه الحرب وان الجميع يهوي في هوّة سحيقة لا قرار لها، إلّا أنها مستمرة بعناد ومكابرة على انتهاج سياسة عض الأصابع، وأيهما يصرح قبل.