الرياضة والسياسة متلازمة يصعب فصلها.... من وحي مباراة اليوم في سيئون
كانت وما تزال علاقة الرياضة بالسياسة قي بلادنا علاقة متلازمة لاي فكاك بينهما تعبر فيها السلطات الحاكمة عن مواقف سياسية مع الداخل والخارج أو إثارة قضية سياسية معينة ومنفذ انتخابي، أو حتى لتحسين العلاقات مع الاخر في دول.الجوار.
.. فمن سُلم الرياضة صعدت قيادات وقوى سياسية وحزبية الى مواقع كبيرة بالدولة بحق وبباطل، لمعرفة تلك القوى بالشعبية الطاغية للرياضة التي تصلح ان تكون منطلقا انتخابيا خصبا، وكذا مرآة عاكسة للحالة السياسية مع الدول المجاورة ،فعلى السبيل المثال لا للحصر ظلت الرياضة بين دولتي اليمن قبل وحدة ١٩٩٩٠م متنفسا للاحتقانات السياسية العنيفة اكثر مما كاننت ساحة للتنابز،وهذا المجال من ضمن مجالات قلة بقي منزها عن الصراعات السياسية والعسكرسة لدولتي اليمن، فقد تم تنظيم اكثر من نشاط رياضي بين الدولتين في صنعاء وعدن مثل دورة كأس اليمن.
ففي أية دولة تولي االمؤسسة السياسية أهتمامًا بالرياضة، وتقدم دعمًا ماليًا وفنيا أكثر من بعض القطاعات، من أجل استغلالها في مواقف مختلفة، لذلك فإن العلاقة بين الرياضة والسياسة متلازمة ومعقدة وكما هو في بلادنا لا يمكن التسليم بالفصل بينهما ابدا، برغم المطالب المستمرة بالفصل ، ليس من اليوم بل منذ استقلال الجنوب عام٦٧م.وفي الشمال كذلك نن عام ٦٢م.
.. واليوم وبرغم صعوبة اوضاع الحرب ما تزال العلاقة بين الرياضة والسياسة كما هي توأمة سيامية لم تنفصل عروتها، كأداة سياسية بيد الأحزاب والساسة لتحقيق مكاسب سياسية بل واحيانا في خدمة التجارة والايدلوجيا الدينية.
وكتعبير عن حال الانقسام السياسي اليوم بين الاحزاب والقوى المختلفة، بل قل بين الشمال والجنوب انفلق الدوري العام لكرة القدم الى نصفين، واحدا في عدن بدعم وتشجييع من المجلس الانتقالي الجنوبي انتهى قبل ايام بتتويج فريق وحدة عدن بطلا على حساب فريق التلال العريق، في اجواء رياضية ممزوجة بالسياسة ومخضبة بالوان علم الجنوب،او قل في اجواء سياسية ممزوجة بالرياضية،،في مشهد لا تخطئه عين، وآخر في سيئون انتهى اليوم بتتويج فريق فحمان ابين بطلا على حساب وحدة صنعاء، نظمته وزارة الرياضة التابعة للشرعية، حاولت هذه الأخيرة كما تفعل سائر السلطات السياسية توظيف الحدث توظيفا سياسيا بل توظيفا وحدويا بوجه القوى الجنوبية برغم مقاطعة كل اندية عدن- تقريبا-، لولا ان ثمة امرا لافتا بمباراة الختام كان كافيا لأفساد هذا التوظيف السياسي حين غطت مدرجات الملعب اعلام الجنوب بشكل كامل الى درجة ان وجدت معها وسائل إعلام الشرعية نفسها مجبرة على تحاشي إظهار اية صورة من المدرجات واكتفت عوضا عن ذلك بصور الفريقين بارضية الملعب، علاوة على الهتافات ذات البعد السياسي الجنوبي التي سادت طوال فترة شوطي المباراة.