عدن.. وموسيقى الارض..
لعدن رنين خاص في مسمعي..أنها عالم آخر..خليط عجيب من التسامح والتصالح مع النفس..وحضن يحتوي كل من يلجأ إليها..من قمم الجبال..أو من الاودية..من الساحل أو من الصحراء..لفيف من البشر يتعايشون في مدنها ويعتاشون من رزقها الموهوب من الله..لمكانتها وموقعها .
انها عدن... لهذه المدينة ولع كبير بأن تجمع الناس تحت سماءها وبين ذرات رمالها ..يتطهرون بمياه بحرها..وتحت سقفها يفترشون الوسادة..
لعدن تأريخ الأصالة..كانت دور العبادة تلتقي كلها تحت سكينتها..كان في شوراعها واحياءيها مئات المساجد..وعلى المقربة الكنائس والمعابد اليهودية... والهندية..تلاقي وتسامح الاديان السماويه.. والطوائف والمذاهب والأحزاب السياسية والمجتمعية القبلية منها والمدنية...لم يكن ذلك غريباً عن عدن..
لكن ..عدن ..بعد ذلك...
جربت الموت..حزنا ورعبا..
سيقت اليه..لكنها لم تفقد بريقها..رغم كل الجروح على جبينها مفتوحة..فالجرح يزداد بشاعة..حين تتناثر طلقات الرصاص في شوارعها ..والقتل فيها روتين الحياة..
فجميعنا لانعرف لماذا نمشي وسط عالم مجهول في هذه المدينة الذي سرق منها كل شيء إلا رنين اسمها.. عدن..
عدن ..تعيش اليوم لحظة جنون.. أحرقوا فيها كل قواعد السلم الاجتماعي..كسروا التابو.. اقدموا محاولين هدمها.يعيش الناس فيها بمزيج من الندم والحزن..
فظلام الليل يسود ظلام الاحتمالات نحو الصدمة والدهشة..
اليوم صار لعدن وجه شاحب..واناس متوحشة..يتظاهرون بأن لهم الحق في الخطيئة ..وبانهم بشر..
...
لكنها عدن...
يقيناً سننقر السحب لتمطر أناساً آخرين..يطفئوا كل الحرائق. ويعيدوا بناء الصرح....وستعود عدن يوما ما.. موجة بحر تعزف موسيقى الارض وطفلة ترسم وجه القمر....
عدن...
4/11/2021