حالة الانتقام !!!
أيها المواطنين المتضررين من فشل المنظومة السياسية , وظلم وقهر ادواتها, علينا ان نتفق على الخلاص من الفشل وأدوات الظلم والقهر ,نتفق مع الحق ضد الباطل .
لكل نهاية فاشله بداية خاطئة , بداياتنا منذ الاستقلال بنيت على كراهية الاخر وتخوينه وتكفيره , اقصائه وتهميشه , والاستئثار والاستحواذ بالسلطة والثروة , وزايدنا سياسيا على بعض لحد الغثاء والتقيؤ , وانتقينا اعذار ذلك بمزاج سياسي وأيدلوجي وعقائدي , وضلت الصغائر تقزم قضيتنا , حتى غرقنا اكثر بالكراهية والمناطقية والطائفية والمذهبية .
راكمنا خلافاتنا , وتراكمت معها ثاراتنا , وتربص كلا منا فرص للانتقام , و في اول حالة ضعف , ننهش بعض كالكلاب المسعورة , وانتقلنا في كل مراحلنا مثخنين بالجراح والثارات , لم نكن يوما افضل , ولم نستوعب الدروس والعبر , كانت نقلاتنا من سيئا لأسوأ , لأنها نتائج طبيعية لحالة الانتقام التي تدمر لا تعمر .
ولازلنا في حالة من الانتقام الأكثر حدة , والكراهية المستفحلة , والغباء المستشري , وما اسهل توظيف الغبي ضد مصالحه , وترويضه كوحش كاسر ضد اخوته , واستخدامه كعميل ومرتزق ضد وطنه .
فكنا ضحية أنظمة استبدادية وكهنوتية واقطاعية , تمكنت من الاستفادة من حالة الانتقام والغباء , واستحوذت على السلطة والثروة , واستخدمت كل منتقم ككلب حراسة ينهش خصومها , وتقدم لهم بقايا عظام موائدها , وفتات ما ينهب من ثروة , وعاشت في نعيم , وعشنا في جحيم .
ان كانت تلك الأنظمة وكلاء لاستخبارات الأعداء , فاليوم تدخل الأعداء تدخل سافر , في حالة انتقام اوجدت الأسباب والمبررات , وادخلت البلد بوصاية مباشرة , وبند سابع , وعالم منافق , وإقليم منتقم , وشعب منقسم , ومتسول اغراه المال , وتشوق للانتقام , والسيطرة والتمكين , واجتثاث الاخر , فوقع الجميع في مصيدة العنف , ومحرقة الحرب التي لم يسلم منها احد , كان الوطن والأمة على راس ضحاياها.
اليوم نحن مجرد ارض يتنازعها أبنائها , وكلا يحتمي بعدو تاريخي , ارض استفحلت بشكل غير مسبوق فيها الكراهية , حتى استهدفت الهوية , تنكر الناس لأصولهم وجذورهم , وذهبوا للبحث عن هوية مزيفة , تنكر البعض لما هو فخر اجدادهم واسلافهم , لتاريخهم واصالتهم , ليبحثوا عن وهم حيث لا تاريخ ولا ارث ولا اصالة , وصرنا محاصرون في جزر محاطة بالعنف والمليشيات وأدوات الموت التي تأتي بدعم خارجي , بينما الناس تموت جوعا وحاجة و وباء , وتفتقد للدعم الغذائي والصحي والتنموي , فتحول بلدنا لمناطق غير صالحه للحياة , تحرسها كلاب المستعمر الجديد , وأدوات التنازع الدولي والإقليمي .
صار الانسان في بلدي غير قادر على الهروب من القصف واللجوء الإنساني , والاخوي والوطني , مجرد ما ان ينتقل كم كيلو من مسقط راسه , صار متهم في هويته و وطنيته , وفاقد لكرامته مستباح امام وحوش العنف , الفاقدين لأدبيات الأمم واخلاقيات البشر , الغير منضبطين بقيم واخلاقيات إغاثة المنكوب ومساعدة المتضرر , منتهكين كرامة الانسان وحقه بالحياة والانتقال واللجوء المكفولة شرعا ودستورا , وتكفلها قوانين وادبيات الأمم .
لم يتبقى من الدولة في بلدي , غير عصابات استولت على مناطق , وتصدر قرارات موسومة بشعار وختم الوطن الكبير , وهي تقسمه لمربعات حكم و ولاء وانتماء مناطقي طائفي مذهبي قذر , وكلها بعذر الانتقام مما كان قذر , وباستخدام أدوات قذرة , واساليب قذرة , ومبررات اقذر .
الناس ضاقت ذرعا بقذارة الواقع وادواته , بالانتقام والثارات والخصومة والصراعات البينية , ضاقت ذرعا بالمليشيات وارهابها , بالثكنات العسكرية المتعددة الولاء وتستخدم في تغذية حالة الانتقام والاتهام والتكفير , ومطاردة الناس في الشوارع , وابتزازهم في الطرقات , وقتلهم وتصفيتهم بدم بارد , ومداهمة منازلهم وانتهاك حرماتها , تحتاج فقد لمرجعية وطنية توحدهم وتعيد لهم روح التوافق والاتفاق على الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا .