أوروبا في عدن..ماذا يعني؟
وصول سفراء فرنسا وهولندا وألمانيا والقائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي والمبعوث السويدي الى عدن " الأثنين " بعد يوم من وصول وزير الخارجية احمد بن مبارك ولقائهم برئيس الوزراء معين عبدالملك يؤكد ذلك ان اوروبا ومعها المجتمع الدولي باتت تتحرك بوتيرة متسارعة اكثر من اي وقت مضى لوضع حدا للحرب واحلال السلام باليمن وكبح سرعة انهيار الوضع المعيشي والانساني المريع الذي يشغل بال المجتمع الدولي، وللضغط على كل الاطراف للذهاب لتسوية سياسية شاملة.
.. وبالتوازي مع هذه التحركات اعلنت بريطانيا بشكل صريح وصادم للتحالف عبر سفيرها باليمن ريتشارد أوبنهايم، في حوار نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية: "إن فجوة حدثت بين مضمون القرار 2216 الذي أصدره مجلس الأمن في عام 2015، و بين الوضع على الأرض الذي يتغير يومياً. لافتاً إلى أن ذلك سينعكس على أية تسوية سياسية مقبلة. مرجحا بذات الوقت أن يقدم المبعوث الأممي الجديد لليمن" هانس غروندبرغ" خطة سلام شاملة بسرعة كبيرة،كون، ان اي تسوية سياسية بين الأطراف نحتاج قراراً جديدا-على حد تعبيره-.
.. زخم الحراك الدبلوماسي الغربي ومعه الامريكي والروسي هذا وعزم الاسرة الدولية باسرها على استصدار قرارات اممية جديدة لتتفق مع الواقع على الارض يتزامن مع انتكاسات عسكرية بمعسكر التحالف وشركاءه المحليين بجبهات مارب وشبوة والبيضاء،مما يلقي بمزيد من الضغوط على السعودية بتقديم التنازلات لأغراء الحوثيين بالقبول بوقف الحرب ووقف زحفهم الجامح صوب مدينة مأرب-اخر واهم معقل عسكري، ورمزية سياسية للشرعية-، والتوجه عوضا عن ذلك لطاولة التفاوض.
ياتي هذا بعد أيام فقط من بيان لمجلس الأمن ادان فيه هجمات الحوثيين على السعودية،اعتبره مراقبون انه اتى ارضاءً لرغبة سعودية ورشوة سياسية نظير قبولها تقديم تنازلات أخرى ولتقبلها لقرارات اممية جديدة ستحل محل القرارات السابقة وبالذات القرار2216 الذي تتكىء عليه الرياض قانونيا بحربها باليمن- مع انه صُدر بعد اعلان الحرب بأسابيع-،و الذي اغفله بيان مجلس الامن الصادر قبل أيام واستعاض بالتاكيد عن الحل باليمن بالقرار 5265لعام 2021م والذي يتحدث اصلا عن وقف النزاعات بالعالم كله وليس فقط باليمن للتفرغ لمجابهة وباء كرونا، بعد ان بات هذا القرار اعني 2216 مغييا بالسنوات الأخيرة بشكل متعمد في معظم تقارير واحاطات المبعوثين الاممين لليمن ،فضلا عن بيانات مجلس الامن.
... السفراء الأوربيون المذكورين آنفا، من المنتظر ان يلتقوا برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيد/ عيدروس الزبيدي أنفاذا للتاكيدات الأممية باشراك القوى الفاعلة بالتسوية القادمة،وتواصلا مع الانفتاح السياسي الدولي على الطرف الجنوبي. كما سيعني هذا اللقاء المنتظر بالنسبة للانتقالي ولكل الجنوبيين المؤمنين بعدالة القضية الجنوبية دفعة سياسية اخرى يحرزها المجلس في مضمار الدبلوماسية الدوليةالنشط، مستفيدا من تعثرات الشرعية عسكريا وترهلاتها السياسية ومن ترسيخ حضوره على الارض.