اقتراح مرجعية واحدة لجميع المذاهب الإسلامي
بقلم/ نصر صالح
أتساءل في حيرة؛ هل يجدي ونحن تحت كارثة الحرب الغاشمة الواقعة على بلادنا، أو لنا مصلحة ما، من الإنجرار لإستعادة أجواء وأحداث حصلت في القرن السابع ميلادي (أي قبل أكثر من 1380 سنة) في زمن صراع «الروافض والخوارج» المأساوي في تاريخنا الإسلامي؟.
و«الخوارج» - كما هو معروف تاريخيا - هم أناس خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه قبل أكثر من 1400 عام. وأّمّا الروافض (الرافضة) فيقصد بهم المعارضة للحكم في ذاك الزمان. وتقول كتب التاريخ أن غالبية نسبهم إلى أهل البيت ومن محبيهم.
عموما، وبقطع النظر عن من كان على حق أو كان على غير حق؟ ومن كان المظلوم ومن الظالم؟ ماذا يجدينا عمليا، في وقتنا الحاضر، أن نعيد إحياء امور قد مر عليها أكثر من 13 قرن؟ ولماذا ينبغي علينا اتخاذ الموقف المتطرف تجاه أحدهما. صحيح أن تذكّر المآسي التي وقعت في تلك الفترة تدمي القلب حقا (وبخاصة مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه)، لكن ما مضى فات، علما أن في الوقت الحاضر مآسي وتحديات كبرى تواجهنا، وأظنها تكفي لننشغل تماما للتصدي لها. ثم، ما نفع أن يتجاوز واحد أو جماعة منا مشاعر حنقه والتأسي على ما قد صار، فيقدم على إلصاقها بأخيه حاليا.
- إنني أعتقد بضرورة إنشاء مرجعية دينية اسلامية واحدة تتفق عليها جميع المذاهب الإسلامية وكذا الطوائف والجماعات الاسلامية يكون هدفها التقريب والجمع وأخذ كل ما هو متفق عليه والصائب المفيد من الشعائر والطقوس والاجتهادات الفكرية من الجميع، وكذا الفصل في الخلافات أو الإختلافات الفقهية وغيرها.. وينبغي أن تنبري طليعة يتمثل فيها الصفوة من علماء وفقهاء الدين الإسلامي تتشكل من الجميع، وتكون مهمتها الدعوة لعقد مؤتمر جامع لإنتخاب مرجعية إسلامية واحدة ويتم تطعيم أعضائها بقضاة وخبراء في القانون المدني (الوضعي) مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة.
وهذا لا يعني استغناء المذاهب عن مرجعياتها الخاصة بها، كما لا يعنى عدم احتفاظ أي طائفة بأدبياتها الخاصة لنفسها وفي حددود نطاقها، وبعيدا عن وسائل التواصل الإعلامية العامة، تجنبا لأي إحتكاك أو ستفزاز لا سمح الله.
فمن يوافقني على الفكرة، أو لديه مقترحات لتطويرها، أرجوه أن يوصلها للجميع.