ختم النبوة تبطل ولاية الحوثيين
إن فكرة ختم النبوة بدلالتها الدينية على انتهاء الوحي الذي جاء به الرسل إنما جاءت لتؤكد على أهمية العقل الإنساني، والتفكير، وأحقيته في وضع القوانين التي تنظم حياة الناس، دون الاعتماد على مصادر غيبية وطلاسم قديمة وحكايات خرافية.
و من أبرز ثمار فكرة ختم النبوة أنها تؤكد لنا بأن أي سلطة شخصية تدعي لنفسها الاتصال بمصدر فوق الطبيعة، قد انتهى عهدها من تاريخ البشرية إلى الأبد. فلا نبي، ولا بابا، ولا دجال، ولا أولاد نبي. فلا أحد يستطيع أن يدعي لنفسه سلطة روحية مستمدة من صلة رحم أو نسب أو قوة غيبية.
فختم الرسالة الذي ألغى السلطات الدينية والإطلاق في الفكر الديني والإنساني أسس لسلطة بديلة من خلال مهمة الاختيار للأصلح، التي كلف بها الإنسان، فعقيدة ختم النبوة أعطت للإنسان مكانة كبيرة، حين فسحت أمامه مجالا للبحث وأرشدته إلى مصادر المعرفة.
ونأتي اليوم لواقع مأساوي أسسته السياسة الدينية ويعود تاريخيا لقرون ماضية عقب وفاة خاتم الأنبياء، تلك السياسة التي جعلت التوريث قائما على أساس ديني وعقائدي.
وأخطر ما نجده اليوم هو عقيدة الولاية التي يسعى الحوثيين من خلال تعميمها وفرضها على الناس نراها لتثبيت دعائم حكمهم وسلطتهم، وتملك أرزاق الناس، والتحكم في مصائرهم باسم النبي وأولاده، من خلال ادعائهم أحقية علي بن أبي طالب في الخلافة وبعده أولاده، وكل من يأتي من صلبهم إلى يوم القيامة .
وهو ما يرفضه غالبية الناس في اليمن، وكل من له عقل ومنطق وتفكير، فكيف سيُقنع عبد الملك الحوثي ملايين المواطنين بأحقيته في الحكم والخلافة إلا من خلال تثبيت عقيدة الولاية الملغية لحقيقة ختم النبوة التي تقوم أساسا على ألغاء فكرة التوريث فهي بدلالتها تؤكد على انتهاء عصر النبوة، و الدين وعلاقته بالإنسان هذه العلاقة التي تتأسس على فطرة الإنسان وما أُوتي من ملكات عقلية وروحية.
كما أنها أسست لمبدأ الشورى قديما ( الديمقراطية حاليا) أهم حق من حقوق الإنسان، وهو حرية اختيار الحاكم، أيا كان جنسه وعرقه ونسبه، فختم الرسالة ألغت السلطات الدينية والإطلاق في الفكر الديني والإنساني، وأسست لسلطة بديلة من خلال مهمة التكليف والاختيار ومبدأ التعدد.