إلى متى .. أليس فيكم عقلاء؟!
ما هذا العبث الممنهج الرهيب بحياتنا ، حاضرنا ومستقبلنا .. فوضى عارمة ، انفلات شامل ، خدمات متردية ، رواتب متدنية ويتاخر صرفها ، غلاء فاحش طال كل شيء مرتبط بحياة الناس , عملة وطنية تنهار وتهبط كل يوم وترتب عليها تفاقم الأزمة المعيشية والإنسانية ، تنمية معطلة ودولة مفقودة بين ركام الخرائب والحرائق ، وحروب مشتعلة في مناطق متفرقة منذ أكثر من ست سنوات لم يستطع طرف حسمها لصالحه وقد تعددت اليوم أطراف الصراع ، وفساد استشرى في كل المجالات والمفاصل ، وحكومة مجرد صنم لا حول ولا قوة لها فكل ما نسمعه منها لا يعدو عن كونه جعجعة من غير طحين .. وتحالف أصبح جزءا من المشاكل والمتاعب وإعاقة الخروج من نفق الحرب المظلم.
وفي ظل تلك الأوضاع الخطيرة القاتمة التي أثقلت كاهل المواطنين وزادت من معاناتهم الإنسانية والحياتية والمعيشية المأساوية بتنا نعيش أسوأ كارثة إنسانية بشهادة منظمات أممية عدة هي الأخرى أصبحت تتسول العالم من أجل انقاذنا من حافة الجوع والفقر والأمراض المستعصية فيما الحكومة وسابقاتها قد ربطت مصيرها بالتحالف الإقليمي البغيض لم تبذل من الجهد ما يمكنها من تغيير أوضاعنا المتدهورة بل إنها قد أصبحت عالة علينا تستنزف الموارد والقدرات والإمكانيات وتهدر المال العام وتضيع فرص النهوض بالاوضاع الخدماتية والاقتصادية والمعيشية المتردية.. أنها حكومات الإخفاق فاقدة القرار وعديمة الجدوى.
إننا نعيش مرحلة عصيبة خانقة مثقلة بالتعقيدات والأزمات والاخفاقات والصراعات وافتعال المشكلات وإشعال الحروب العبثية الدامية التي وقودها شباب اضطرتهم ظروف الحاجة القاسية ليرموا بأنفسهم إلى المحرقة والتهلكة ، منهم قضى نحبه ومنهم من ينتظر فيما ما زالت أطراف الصراع تتقاتل نيابة عن قوى إقليمية متنافسة وطامعة تخوض حروبا بأدوات محلية لا يهمها سيادة وطن ولا كرامة مواطن.
اليوم وبعد ست سنوات عجاف مدمرة ودامية تعمقت الكراهية والفرقة وزاد التشظي والانقسام وفقد الناس الدولة الفاعلة الحية التي ترعى مصالحهم وباتت لدينا حكومات تفتقد الإرادة الحرة الشجاعة وارتضى البعض الارتهان للداعمين الاقليميين والدوليين واجنداتهم الخبيثة .
وبعد كل تلك المحطات المعيقة والمحبطة والوضع المزري ألم يحن الوقت بعد لإنهاء تلك الحرب العبثية المدمرة وقد حان كما أرى الوقت لدخول كل الأطراف المعنية بحل الأزمة دون استثناء بمفاوضات شجاعة تضع حدا للتدخلات الخارجية المقيتة .. أليس فينا بعض العقلاء وشيء من الحكمة لتقديم التنازلات الشجاعة لبعص والتوافق على قاعدة لا ضرر ولا ضرار .