الشرعية تنتحر على أسوار الوديعة
بعيداً عن التعريفات القانونية للشرعية والمصادر التي تستمد منها شرعيتها لابد من الاعتراف انه لم هناك في اليمن اي سلطة ذات مشروعية من الناحية الدستورية والقانونية فاكثر من نصف الناخبين الذين انتخبوا في اخر انتخابات ديكورية قد انتقلوا الى رحمة الله بفعل العمر والحرب والجوع .
إذن دعونا نعترف ان الشرعية في المجتمعات غير الديمقراطية وغير العقلانية تقوم على الكاريزما والقوة والسلوك القويم
الكاريزما مصدر مهم للشرعية في المجتمعات غير القائمة على أسس تامة من العقلانية. تلك التي تقوم على الولاء المطلق لقدسية معينة استثنائية مرتبطة بزعيم بطل مهاب ملهم تاريخي وصاحب رسالة.
إذن فالالهام والرسالة والقوة والعدالة حتى وان كانت بشكلها الأبوي هي من تعطي اي سلطة قائمة الشرعية وتعطي لقرارتها مشروعية باعتبارها قرارات تخدم المجتمع وعليه اطاعتها .
ولا شك ان هذه الشرعية تنتعكس على الشرعية الدولية او الاعتراف الدولي .
الشرعية المهاجرة القائمة الان في اليمن تفتقد الى كل الشروط المطلوبة دستوريًا واخلاقيا وواقعيًا لوصفها بهذا الوصف ومع ذلك تصر الا ان تقتل نفسها وتمعن في التعري أمام المجتمع الدولي وتنزع عن نفسها اخر أوراق التوت.
في اشد لحظات الشعب اليمني بؤساً وسوداوية وفي اقسى لحظات محنته التي كان رخاوة الشرعية وفسادها سببًا فيها .في ظروف كهذه تأبى شرعية العار الا ان تحرم شعبها من قوته الذي يسد رمقه والذي لايتجاوز حد الكفاف ليس بسرقة الوديعة السعودية فقط ولكن كل موارد الدولة في سقوط اخلاقي مريع وتحد صارخ ليس لهذا الشعب فقط بل للضمير الإنساني ولكل قيم المسؤولية والرجولةوالأخلاق والشرف والرحمة لتتحول فعلا الى خنجر في خاصرة الوطن .
إذن من أين يستمد هؤلاء شرعيتهم
فلا قوة موجودة ولا كاريزما ولا نبل ولا رسالة ولا شعور بمسؤولية بل فساد ولصوصية وانحلال فاحت ريحته وتجاوزت الآفاق ليصل الى اروقة المنظمات الدولية وقاعات اجتماعاتها كرائحة نتنة توصم هذه المنظومة بالعار .
شعب يموت من الجوع وحقوقه ينهبها لصوص السلطة ولم نر اي تحرك جدي من راس هذه الشرعية للتحقيق فعن اي شرعية يتحدثون اذ فقدت هذه الشرعية مبررات وجودها وأصبح استمرارها بهذا الشكل جريمة اكبر وأكثر تحديًا لجوع هذا الشعب وآماله وآلامه بعد أصبحت هي المشكلة وليس الحل.